✍️رشا لاشين
في أجواء مفعمة بالمشاعر والاحترام، نظمت سفارة بيلاروس بالقاهرة احتفالية بمناسبة اليوم الوطني لجمهورية بيلاروس، تزامنًا مع ختام فترة عمل السفير سيرجي تيرنتيف، الذي فجّر مفاجأة مدوية للحضور بإلقائه كلمة الوداع باللغة العربية للمرة الأولى، رغم أنه لا يتقنها، مما أثار إعجاب الجميع وتصفيقهم الحار.
أقيمت الفعالية بحضور وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو، إلى جانب لفيف من السفراء والشخصيات العامة، من بينهم سفير روسيا الاتحادية جيورجي بوريسينكو، والدكتور إبراهيم كامل رئيس جمعية الصداقة المصرية الروسية، والسفير عزت سعد مدير المركز المصري للتعاون الدولي، والدكتور صالح هاشم رئيس اتحاد الجامعات العربية السابق، ووفد من أعضاء جمعية خريجي الجامعات الروسية والسوفيتية برئاسة شريف جاد، والنائبة ضحى عاصي، والدكتور محمد نصر الجبالي عميد كلية الألسن بجامعة الأقصر سابقًا.
وفي كلمته المؤثرة، عبّر تيرنتيف عن اعتزازه بالسنوات التي قضاها في مصر منذ عام 2019، والتي شهدت – على حد قوله – طفرة نوعية في العلاقات الثنائية بين القاهرة ومينسك. وأكد أن البلدين يشتركان في مواقف متقاربة حيال القضايا الدولية، ويرفضان التدخل في الشؤون الداخلية للدول وسياسات الكيل بمكيالين، كما شدد على أهمية الدعوة إلى نظام عالمي متعدد الأقطاب لا يخضع لهيمنة قوة بعينها.
وأشار السفير إلى عمق العلاقات بين القيادتين السياسيتين في البلدين، لافتًا إلى أن مصر تُعد وجهة سياحية مفضلة للبيلاروسيين، حيث يزورها مئات الآلاف سنويًا، كما يشارك الأطفال المصريون سنويًا في المخيم الدولي في بيلاروس، ويزداد عدد الطلاب المصريين الدارسين هناك عامًا بعد عام.
من جانبه، أثنى وزير الثقافة المصري الدكتور أحمد فؤاد هنو على العلاقات الطيبة التي تجمع بين البلدين، مشيدًا باللقاءات المثمرة بين القيادتين، ومعبّرًا عن تطلعه إلى مزيد من التعاون الثقافي والتعليمي بما يخدم مصالح الشعبين.
يُذكر أن سيرجي تيرنتيف تخرّج في جامعة بيلاروسيا الحكومية للاقتصاد عام 1995، وعمل في البداية بالقطاع المصرفي، قبل أن ينضم إلى وزارة الخارجية البيلاروسية في العام نفسه. وتدرّج في السلك الدبلوماسي حتى أصبح مديرًا لقسم الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، ثم رئيسًا لإدارة آسيا وأستراليا وأوقيانوسيا، قبل أن يُعيَّن سفيرًا فوق العادة ومفوضًا لجمهورية بيلاروس في مصر منذ عام 2019، بالإضافة إلى تمثيله غير المقيم لدى السودان وسلطنة عمان.
واختتم تيرنتيف كلمته بتأثر بالغ قائلاً:
“أعود إلى وطني وقَلبي مليءٌ بالحبّ لمصر وشعبها… وسأحمل معي دائمًا ذكريات لا تُنسى عن أم الدنيا.”
