ابداعات

الخريطة التي ترفض الطريق :

بقلم : ندى يحيى 

 

أكتب إليك اليوم من بين التيه، والغربة في الطريق، والأحبة المفقودين، وأشلاء محاولاتي البائسة في خوض صراع ضد الطبيعة وعكس الخريطة ورفض الطريق.

 

فكل ما نجوت به اليوم ذكريات تلك الرحلة وكيف للأشياء أن تقودنا طوال الوقت عكس كل شيء .

 

الخريطة التي ترفض الطريق، هي أشبه بذاكرة مرتبكة لا تعرف أين تضع خطواتها. نثق بها فنمشي، ثم نصطدم بواقع مختلف عما وُعدنا به. أحيانًا الطريق لا يخون، بل الخريطة هي التي تعجز عن قراءة التضاريس المتغيرة في حياتنا، نظن دومًا أننا واكبنا كل جديد، خوضنا كل الصراعات وتعلمنا كل شيء في هذا العالم فلا خبايا في الطريق بعد كل ذلك ولكن حين تخونك خارطتك ستدرك أنك لم تخض ربع صراعات هذا العالم قط وكأنك قد وُلدت للتو فتضيع منك وتُضيعك خارطتك كل يوم مهما عدلت مسارها .

 

كم من خريطة خططنا بها، ثم تركتنا في منتصف العتمة بلا مخرج. وهنا نتعلم أن البوصلة الداخلية أصدق من أي ورقة مرسومة.

 

الخريطة التي ترفض الطريق، قد تكون رمزًا للأفكار الجامدة التي لا تعترف بتبدّل الزمن. نحن نتمسك بها خوفًا من الضياع، بينما هي في الأصل سبب التيه.

 

الطريق الحقيقي يرسمه القلب حين يجرؤ على المضي بلا دليلٍ مسبق. وأحيانًا الرفض نفسه رسالة كي نبحث عن مسار لم يخطر ببالنا. فليست كل خريطة صالحة، لكن كل طريق يحمل فرصة لاكتشاف ذاتنا من جديد.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!