آلاء شعبان
سؤال واحد ظل يلاحقني…
إلى الآن أبحث عن إجابته، علّني أنال بعض الراحة، لكني لم أحصل على الجواب..
لماذا الدنيا متعبة إلى هذا الحد؟
لما يبدو قلبي وكأنه ينشطر إلى نصفين من ثِقَل المعاناة؟
لماذا لا نكتب في خانة إنجازاتنا أننا تعلّمنا الرحيل، رغم أن قلوبنا كانت تود لو تلتفت؟
لو كان لي أن أسرد إنجازاتي الحقيقية، لما كتبت عن شهادة أو عمل أو نجاح مادي، بل عن صباحٍ استيقظت فيه بلا رغبة في الاستمرار، ومع ذلك… نهضت،
عن كل مرة همست لنفسي: لا بأس، بينما كل البأس كان يعصف بداخلي، عن كل خيبة قلبٍ لم تفقدني القدرة على الحب، وكل خذلان لم يزرع القسوة في داخلي.
الإنجاز ليس دائمًا ما يصفّق له الناس، ولا ما يُكتب في السير الذاتية، الإنجاز أن أبقى على قيد الحياة رغم كل شيء
أنني لم أتحوّل إلى نسخة باردة بلا مشاعر
أنني – رغم كسري – ظللت أملك قلبًا يخفق، ويحلم، ويتألم، ويحب.
تعلّمت أن الأيام السوداء لا تُمحى، لكنها تترك فينا ملامح قوة خفية، تظهر في أصغر تفاصيلنا: في ابتسامة نُهديها للآخرين ونحن مكسورون، في يدٍ نمدها لمساعدة أحد ونحن بالكاد ننجو، وأعجب ما أدركته أن الراحة ليست في غياب الألم، بل في قدرتي على احتوائه، في تصالحي مع فكرة أن الوجع صار جزءًا من تكويني
ربما لن أصل يومًا إلى جواب يقيني لسؤالي الأول: لماذا كل هذا التعب؟
لكنني صرت أعرف شيئًا أهم: أن الإنجاز الحقيقي هو أنني، بعد كل ليلة ثقيلة، ما زلت أستيقظ
أنني، رغم كل ما فقدت، لم أفقد نفسي…. ولم أختفِ.