ندى أحمد
تأتيك في اللحظات الأكثر ضعفًا تساؤلات مثل ما هذا؟ و ما الذي يحدث؟ ولماذا يحدث من الأساس؟ تلك التساؤلات قد تؤلمك عندما لم تجد لها إجابة بداخلك كالذي يُعاقب على شيء لم يفعله ابدًا شعور قاسي بشكل لا يُوصف.
لا تتذكر بداية وجودك إلي هذه الدنيا لذلك دعني أقول لك أن الطفل حينما يُولد يتشبث بوالديه ولا يتقرب من أحد وإذا دَاعبه أحدهم يصرخ وكأنه رأى شيء مُفزع هو يرى بهم الحياة يغفو بجانبهم وإذا بكى تُهرول أمه كي تضع يدها الساحرة عليه فيهدأ قلبه ويذهب مع أحلامه السعيدة و مرة أخرى إذا ساءت حالته الصحية يسرع أباه بخوف إلي أقرب مستشفى لكي ينقذه.
حينما يكبر قليلًا ويذهب إلي المدرسة ينتظر بفارغ الصبر أن ينتهي اليوم ليعود إلي منزله التي لطالما رأى أنه الملاذ الآمن في هذا العالم يأكل، و يلعب، ويتألم وكل ذلك برفقه أول حب في حياته التي بدأت تزداد صعوبة من سن المراهقة إلي الآن هكذا أَنت كبرت إلي أن صِرت شابًا لا تَعي أنك في الحاضر أم أثير الماضي كانت طفولتك مليئة بالحيوية و الحياة لا تحمل عبئًا يُصاحبك لُطف الله و دعوات الوالدين دائمًا وابدًا حتى إذا كنت تُعاني في حياتك فذلك ليس نهاية المطاف.
الحياة ليست طريق واحد ستمُر بعدة طرق عليك أن تجتاز الأول لتصل إلى الثاني مهما كان الطريق مُحمل بالشوك أحيانًا عليك تحمُل كل ما هو مؤلم لِ تصل إلي بر الأمان وتلتقط أنفاسك لِتُعلمك أن الوصول ليس بتلك السهولة.
الطريق أمامك جاهد في حياتك، أعتني بمن أعتنوا بِك و دع العاطفة تُحركك وتضاعف مسؤوليتك تجاه من حولك المستقبل المشرق ليس بعيدًا أنه على بُعد خطوات ينتظرك وكن واثقاً أن من يصنع المرء ويجعله ثابتاً كالجبال لا يخشى شيء ذكرياته التعيسة أكثر من السعيدة، لحظات سقوطه و الضغوط التي مر بها طيلة حياته تلك الأيام ستصبح ذكريات ستمُر أمام أُعينه ربما يضحك وربما يتألم لكن وقتها ستكون ذكرى فقط.
حِكمة الأيام أن تفهم أنها مجرد أيام وستمضي مهما بكيت أو تألمت فالحزن و الفرح يأتون دومًا و ستنال نصيبك من كلًا مِنهما لأن الحياة لا تخلو من دون الآخر.