بقلم_يارا فيصل
شعور يفتك بي، كلما تذكرت تلك الفترة التى دمرتني وأصبحت عاجزة عن فعل أى شيء، فبعد أن كنت عاشقة للكتابة، أصبحت لا أقدر على مسك القلم، هربت الأفكار، وكأن التراكيب محيت، أصبحت في حالة هلع مما أنا فيه، لا أعلم أين أنا، ولماذا يحدث بي كل هذا؟ لماذا أُلام على كل موقف وكأن التقصير بيدى، وأنا من صنعته، أصبح ذاك الشعور يقتلني، وأصبحت الدنيا بالنسبة لي ظلام كالح، تمنيت الموت ألف مرة وكنت أدعو به دائمًا، لينقذني ربي من كل ما أشعر بي، وظللت فترة على ذلك.
وفي يوم ما شعرت بألم لم أستطع تحمله، مما منعني من الطعام لأيام عدة، وعندما ذهبت للدكتور قال لي أنّ هذا بسبب ضغط وتوتر لدىّ، وبعد سنة من الأدوية وعدم الأكل، قمت بإجراء عملية جراحية، مما كان لها الدور الأول في تدمير الجزء الأخر من حياتي، فبعد أن كان المأكل فقط هو ما أفتقده أصبح النوم أيضًا، كنت في حيرة مما يحدث، لا أعي أى شيء فكل شيء حدث بسرعة كالبرق، وأنا في صدمة مما يحدث، ثم بدأت الاستيعاب وأنا في غرفة العمليات أقوم بإجراء تلك العملية، التي باءت بالفشل بعد شهر من إجرائها، ولجأت لحل بديل بناءًا على تعليمات الطبيب، مضت سنة كاملة وازداد الوضع سوءًا بعدما شعرت بتحسن نوعًا ما.
كل هذا وأنا أبكي فقط، تارة من الألم وتارة من ضغوط الأخرين علىّ، فذهبت لإجراء عملية أخرى، قيل أنها الأفضل والأسهل، ولكنها ليست هكذا، فصرت لا أقدر على فتح فمي بطريقة كاملة وصحيحة، لا أستطع المضغ، ألم شديد، مع أنّ هناك حلول بديلة تنقذني من هذا ولكنه رفضها تمامًا، وبعد أن استسلمت فترة ما، وتركت كل شيء من” كتابة_شغل_فقدان ثقة” كان هناك بصيص أمل بعد كل هذه المعاناة.
عندما شعرت بألم آخر، وقمت بتغيير الطبيب، أكتشفت أنني كنت لا أحتاج لأي عملية كانت، وأن الحل البديل” العلاج الطبيعى” هو الدواء بالنسبة لي، فبعد أن انهرت تمامًا بعد معرفتي بكل هذا، جاء لطف الله بي، وزرع السكينة في قلبي، وتحملت كل شيء بل حربت من جديد لكي أعود من جديد، فبعدما مُحيت التراكيب، عادت مرة أخرى، تقبلت كل شيء؛ لأني أريد المعافرة من جديد، أود الفرح، الحزن، الضغوطات، كل شيء.
أصبحت الأن على ما يُرام، وعندما ازدات المسؤولية علىّ، كنت مثل الجبل لا يهزه أى شيء، صامد بإمكانه مواجهة أى شيء مهما بلغت شدتها.