جلال الدين محمد
الصباح
يأتي فتسمع زقزقة العصافير
يتسرب النور من الشرفة ويبدا في غمر جنبات الغرفة
تُفتح عيناه ولكنه لا ينهض
تمر الثواني وتصبح دقائق بل ساعة كاملة
تلك العينان تُحدق في سقف الغرفة
وأقصى حركة استطاع صاحبها أنه يفعلها هو التقلب يمينًا ويسارًا في مكانه
هو ليس عاجزًا من الناحية الطبية، ولكن تشعر وكأن جسده يقول لماذا عليّ أن أنهض؟
أحلام أطاردها ألهث خلفها ولا أجد إلى الآن إليها السبيل
شغف يتطاير بداخلي حتى كاد يختفي
عمل لم أتخيل يومًا أن أمارسه ولكن عليّ الاسنمرار فيه لأجل أمواله
وحبٌ أحلم به كل يوم، إلا أن ملكة قلبي مازالت غير متوجة
تشعر وكأن أصفاد تُحيط بقدم الفتى تجعله عاجزًا عن مغادرة فراشه إلى واقع لا يستسيغه
أم هي حبال افتراضية قيدت معصميه من يأس لكي لا يسعى بهما في طرق لا يعرف لها نهاية
ربما كمامة على فمه أيضًا تكتم صرخة يود أن تدوي من أعماقه لتُخرج غيظًا كامنًا
أخيرًا تمكن من النهوض… كم مضى من الوقت منذ فتح عيناه
ساعة أو اثنتين
يُحدق من شرفته في طيور لا حدود لحريتها في السماء
ربما يتسائل متى أطير مثلها في سماء أحلامي؟
متى يكون دافعي شئ آخر غير الضرورة
لعلها قريبة
لعلها فمن يدري