ابداعات

أحاديث بين الأم وصغيرها

 ندى أحمد 

 

_ ما بِك يا صغيري؟

– لا أعلم يا أمي لا أستطيع الاستمرار أكثر من ذلك، قلبي مُنهك بشكل لا أقدر على وصفه.

 

 

_ ألف لا بأس على قلبك، تعال هُنا أَضع رأسك على فخذي، وأُملس على شَعرك مثلما كنت أفعل في الماضي؛ لَعل هُمومك تنتهي.

– كنت في أمس الحاجة إلي هذا أتعلمي يا أمي؟

 

 

_ تحدث، سأسمعك و بصدرٍ رحب.

– يأتي في بالي ماذا يحدث إذا أنتهى الزمن وتوقف عند لحظة معينة خاصة وأنا صغير، كنت أُهرول دائمًا إليكِ بعد المدرسة؛ كي تُطعميني بيديكِ الناعمة بعض الأكلاتُ الطازجة، وفي الليل كنتِ تُقدمين لي بعض مِن الكعك وعصير البرتقال الذي أُحبه ونتحدث سويًا، كان لا يُعكر صَفو مزاجي في هذه الأيام سوى واجباتي المنزلية، والشيء الوحيد الذي كان يُصبرني عليها عِبارتك الشهيرة كُلما أتذمر ” لا تتكاسل صغيري إنتهي الآن مِنها و أعِدك أن أحكي لك قصة قصيرة قبل النوم وأُملس على شَعرك مثلما تُحب” كانت أسعد أوقاتي وقتها هي رؤيتك، و التحدث معكِ ولا أعرفُ لِلحزن طريق وقتها لِماذا كَبِرت يا أمي؟ حقًّا لِماذا؟! 

 

 

_ أِسمتع لي جيداً كُل صغير سَيمُر عليه الوقت ويكبر هكذا هو العمر لا نستطيع إيقافه عِند لحظة مُعينة، كُنا سعداء بِها لابد أن نشرب الكوب كاملًا بِما فيه مِن مُر، تذكر أنه سينتهي لا مُحالة مثل حُزنك الذي سيزول وينتهي أيضًا فقط أتمنى ذلك.

– ليت الأماني تتحقق يا أمي.

 

 

_ ستتحقق إذا أبقيت في بالك أنها ستتحقق ولا تستعجل شيء كُن صبوراً، وأسعى مِن أجل أمانيك وهي ستأتي مُسرعة إليك.

– لكني أشعر أني ضَللتُ الطريق وبقيتُ في المنتصف.

 

 

_ إذا شعرت ذات يوم أنك ضَللتُ الطريق عُد إلي البداية، وقُم بمحاولة طُرق أخرى ستعرف حينها الطريق الصحيح ولا تستطيع أن تُضلله مرة أخري. 

– حسنًا أمي لا أريد أن أفكر في شيء آخر الليلة، أريد فقط أن أتمتع بنومٍ هادئ و أنا على فخذك هكذا .

ـ نومًا هنيئًا يا صغيري.

 

 

أحاديث بين الأم وصغيرها 

 

_ صباحك خير يا صغيري؟

– صباحك نور يا أمي .

_ أراك ب حال أفضل من أمس.

– ومن لا يجلس بجانبك ولا يظل بِ حال أفضل .

 

 

_ كلامك المعسول هذا أخشى أن يسمعه أحد غيري.

– وإذا حدث ذلك، ستظلي أنتِ أول من يتلقى كلامي المعسول دائمًا.

_ أعلم صغيري كُنت أُداعبك ليس إلا .

– أريد أن أسألكِ سؤال يُحيرني كثيرًا.

 

 

_ تحدث

– لماذا تقولي لي صغيري دائماً ؟ ألم تنظري إلي صِرت شابٌّ يافع أمامكِ.

_ لا أعلم إذا كُنت ستفهم حديثي أم لا ؟!

– لنُجرب ذلك

 

 

_ ماذا عن عملك؟

– العمل لن يرحل يا أمي، حديثك أهم في الوقت الحالي.

_ حسنًا في إعتقاد كل البشر أن الصغير هو الطفل الذي يحتاج إلي عناية وأهتمام شديد لكن في نفوس الأمهات فالصغير مهما كَبر ومهما حدث معه فسيظل صغيرها طوال العمر، وستظل تقلق عليه كما لو أنه طفل يبدأ في المشي لأول مرة وتخشى أن يقع بمعنى أوضح شيء فِطري زرعة اللَّه في نفوسنا لكي نبُث فيكم الدفء والآمان، ونحميكم من أي أذى يُوجه لكم ونخفف عنكم هموم الحياة ونسمع غضبكم من معظم الأشياء سواء كانت دراسة أو عمل أو شيء من هذا ولا يُسعدنا سوى أبتسامة ترتسم على وجه كل منكم نشعر وقتها أننا نمتلك العالم وما فيه.

 

 

– كم نحن ضُعاف من غيركم حقًا. 

_ كل مِنا يمتلك قدرٍ هائل من القوة بِداخله إذا أراد أن يُظهره في العلن سيفعل ذلك الموضوع هُنا من سيأخذ بيدك ليُظهر قواك الخفية.

 

 

– حديثك جعل مزاجي أفضل حسنًا جاء وقت العمل لابد أن أذهب الآن.

_ أتمنى أن تظل أبتسامتك لآخر اليوم ولا يُعكر صفو مزاجك شيء .

 

 

– لماذا لآخر اليوم فقط؟

_ الأيام ليست تشبه بعضها ولا أعلم ما يُخفي القدر لك في جعبته، لذلك يجب أن تحافظ على أبتسامتك اليوم وتستمتع بلحظاتك السعيدة إلي أن يأتي يومٍ أخر.

– إلي اللقاء يا أمي.

_ إلي اللقاء ….صغيري.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!