✍️ يوحنا عزمي
من واقع كافة الشواهد والمؤشرات الراهنة ، ومع هذه التطورات الجيوسياسية المتسارعة في الشرق الأوسط وبهذه الصورة المذهلة أتصور ان مهاجمة إسرائيل للمفاعلات النووية الإيرانية وتدميرها لكل ما سوف يمكنها الوصول إليه منها ، أصبحت مسالة وقت.
وفي تقديري ان هذا الهجوم الإسرائيلي لتدمير برنامج إيران النووي لن ينتظر مجئ ترامب إلي البيت الأبيض ، او ربما تكون الضربة ليلة رأس السنة ، بل ربما يكون هو من أعطي لإسرائيل إشارة البدء بهذا الهجوم بالتصريح الذي صدر عنه اليوم وهدد فيه بقصف تلك المفاعلات لمنع إيران من امتلاك سلاح نووي .. وقد يكون هذا التصريح بمثابة ضوء أخضر لإسرائيل.
وأتصور ان إسرائيل انتهت من تحضير المسرح الإقليمي المناسب لهذا الهجوم علي إيران بقطعها الاذرع الإيرانية المسلحة في لبنان وسوريا ، وبتحييدها العراق بما سبق لها وان انذرته به من تهديدات سوف تكلفه الكثير ، وهو ما كان له رد فعله المباشر علي مواقف وقرارات الحكومة العراقية التي حرصت من وقتها علي تأكيد استقلالية القرار العراقي لتجنيب الشعب العراقي ما لا تحمد عقباه.
وفي رأيي أنه إذا قدر لهذا الهجوم الإسرائيلي ان يجد طريقه إلي التنفيذ علي نحو ما هو متوقع ، وإذا ما نجح في تدمير مفاعلات إيران النووية او أخرجها من الخدمة الفعلية ، فسوف يتغير الكثير في الشرق الأوسط بعد ان تكون إيران قد فقدت الورقة التي ظلت تضغط وتساوم بها الغرب وتخيف بها إسرائيل ..
وهو ما يعني ان دور إيران كقوة إقليمية كبيرة ومؤثرة قد انتهي او أنه علي الأقل قد دخل مرحلة الافول والانحسار .. والمهم الآن ومع تجمع كل تلك الشواهد ، هو ان تستعد إيران للرد علي الضربة الإسرائيلية القادمة إليها وباسرع مما قد نتصوره ، والتي باتت في حكم المؤكدة بحصولها علي مباركة الادارتين الامريكيتين الراحلة والقادمة إلي البيت الأبيض بعد أيام ..
وسوف لن يصدق العالم الإيرانيين إذا خرجوا عليه بعدها ليقولوا له ان الضربة الإسرائيلية لمفاعلاتهم النووية ولغيرها من الأهداف الإيرانية الإستراتيجية المهمة كمراكز صناعة وإطلاق الصواريخ والمنشآت النفطية ونظم الاتصالات والقيادة والسيطرة جاءت مباغتة او مفاجئة لهم … وانهم لهذا لم يحسبوا لقوة هذه الضربة الإسرائيلية حسابها.