بقلم/ نـدى سُليمان
كلماتُ أهمس بها في آذان من يقرأ وطرقاتٌ رقيقةٌ على شِغاف القلوب، أقولُ لكَ قولُ مُحب..
سيكونُ لكَ حظٌّ وافِر مِن خِصال رفيقكَ شئت أم أبيت، سيتأثر مظهركَ بنسبةٍ ما، طريقة حديثكَ، إهتماماتُكَ، نمط معيشتكَ.
سيتسلل إليكَ مِنهُ بعضهُ أو كُله أو ما ظهر لك ورغبت فيه.
فصَدِّق حين تسمعهم يقولون مُصاحبة الصالحين تُصلحك، وأن صاحبك ساحبك.
فيا مَن عليكَ حرصي بديهي أن تتأثر بشخصٍ تُحادثه يوميًا رُبما، ورُبما تكثُر بينكما اللقاءات، فالطبع يُسرق؛ بدون وعيٍ مِنكَ ولا رغبةٍ في تقليده، ستُقلده..
سينبت حبه في قلبك مع طول المُخالطة أو رُبما أرواحكما تآلفت من لقاءاتٍ معدودةٍ، النتيجة واحد؛ أنكما ستُصبحان متشابهان بدرجةٍ ما.
سيؤثر أحدكما على الآخر لقوة شخصية الأول أو للمعانِ طباعهِ في عينِ الآخر أو لأن الآخر كان يَود أن يَلتقي برفيقٍ كهذا ليقطع معهُ طريقًا يرغب به،طريقًا لم يكن ليسلكهُ بمفرده.
أحدكما سيكون كالوِعاء الغير مُكتمل فيسكب الآخر له مِن حوزتهِ كل ما يحتاج ليكتمل، وقد يَدسُّ كلًا منكما للآخر بعضٍ من خصالهِ دون أن يُشعره، سيمتلئ كلًا منكما بصاحبهِ بقدرٍ ما، حتى الملامح قد تتشابه من طول المُخالطة.
لذا لا تستهين بأمر الصُحبة، أنتَ تصحب معكَ في دُنياك مَن ترغب أن يصحبكَ معهُ في الآخرة، ولا تهدر وقتك وطاقتك مع شخصٍ سيفرُّ منك يوم الفزَع الأكبر.
نعم هو، مَن كان يقاسمك أنفاسك في الدنيا سيفرُّ منك في الآخرة.
وأعلم أن الجميع غدًا أعداء إلا المتقين.