مقالات

الخطة الأمريكية الإسرائيلية

تهديدات وتحديات للفلسطينيين والعرب

✍️ يوحنا عزمي 

كل الدول والحكومات العربية تقف الآن في واد ، وترامب ونتنياهو في واد آخر لا علاقة له بما نفكر فيه او ندعوا إليه كحل نهائي عادل وشامل للصراع العربي الإسرائيلي يقوم في أساسه علي مفهوم حل الدولتين ، الخ.

أخطر ما استجد علي الموقف في الساعات الاخيرة ، هو مفهوم الحل الذي طرحه الرئيس ترامب عقب لقائه مع نتنياهو في أخطر زيارة قام بها رئيس وزراء إسرائيلي إلي العاصمة الأمريكية في تاريخ العلاقات بين الدولتين. فهو ، واقصد ترامب ، يعلن اعتزام أمريكا الانفراد بملكية قطاع غزة ، ربما بشرائه علي غرار ما يحاوله في جرينلاند ، وهو ما سوف يتيح لها السيطرة الكاملة عليه وإعادة تخطيطه وتشكيله مستقبلا وفق رؤيتها ، وسوف يتلازم مع ذلك او يسبقه ترحيل سكان غزة إلي سيناء ليستوطنوها وليجدوا فيها الوطن البديل الآمن.

وهو ما سوف يعني تصدير مشكلة غزة برمتها إلي مصر لتغرق وحدها فيها ، ومعها سوف يتم نقل صداع حماس من رأس إسرائيل إلي رأس مصر ولتوفر علي إسرائيل حروبا كتلك التي خاضتها أخيراً وكلفتها الكثير .

كما ان وجود أمريكا الدائم في غزة سوف يضع عازلا قويا بينها وبين إسرائيل وهو ما سوف يضمن لها أمنها ويزيل عقبة كبيرة من طريقها كقوة إقليمية رئيسية في الشرق الأوسط الجديد.

هذا الحل للصراع بين الفلسطينيين وإسرائيل علي طريقة ترامب هو ترجمة عملية وفورية للمؤامرة الأمريكية الإسرائيلية التي بدأت بابتلاع غزة وتدمير هويتها وانكار حق شعبها في الوجود ، وسوف تتواصل بتدمير الضفة الغربية وترحيل شعبها منها وتهجيرهم إلي الأردن ، وضمها إلي إسرائيل في اكبر جريمة عنصرية ضد شعب كامل في التاريخ.

وبذا يكون الحلم الصهيوني بإقامة دولة إسرائيل الكبري قد تحقق فعلا علي يد احد اخطر الروساء الأمريكيين واكثرهم عدوانية في التاريخ ، لأن ما فعله ترامب او ينوي ان يفعله خلال فترة رئاسته الحالية لم يجرؤ عليه اي من الرؤساء الأمريكيين السابقين.

هذه هي المؤامرة تكشف عن وجهها صراحة وبلا مواربة ، وهذا هو المخطط الرهيب الموضوع لها من قبل واشنطن وتل ابيب ، وسوف تتكشف كافة الأبعاد والتفاصيل المتعلقة بهذا المخطط التآمري تباعا لانهم حاليا في سباق محموم مع الوقت للمضي قدما في استكمال تنفيذ ما بداوه .

وأمام رئيس أمريكي يعيش في وهم ان كل شيئ في العالم قابل للشراء بالمال ، حتي الأوطان والشعوب ، فإنه يصبح لزاما علينا ان نتفق علي الوسيلة العملية الفعالة التي يمكننا بها الرد عليه إذا ما تقدم بعرض شراء قطاع غزة بالمقابل المالي الذي سوف يطرحه.

والذي قد يقترح تخصيص الجانب الأكبر منه لتوطينهم في سيناء ، اي بدفعه لمصر باعتبارها الدولة المضيفة لهم او هذا هو ما اتصوره او اتوقعه من رئيس هذه هي عقليته وشخصيته.

الأخطار داهمة ، والتحديات قاتلة ، والوقت ينفذ ، واصحاب المؤامرة متفقون فيما بينهم علي توزيع أدوارهم كل وفق السيناريو الذي يخصه هذا بينما ان ضحاياها والمستهدفين بها من فلسطينيين وعرب مختلفون بشدة ومتباعدون عن بعضهم في مواقفهم وفي ترتيبهم لاولوياتهم ، ولا يتفقون علي رأي واحد حول سبل التصدي للخطر القادم إليهم من كل إتجاه ، واولهم الفلسطينيون أنفسهم ، وتلك هي الماساة.

فالحرائق مشتعلة بعنف وما زالوا في غزة ورام الله يتنازعون بشأن من سوف تكون له سلطة الإدارة في اليوم التالي للحرب ، ومن له الحق في تولي مهام إعادة الإعمار.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!