✍️ يوحنا عزمي
رغم أنه ملف داخلي ، ولكن ما يحاول ان يقوم به ترامب لهيكلة مجتمع واشنطن العاصمة ، امر مهم للعالم اجمع ، لأنه ممكن المحاولة دي تؤدي لـ”انهيار الحكومة الفيدرالية الأمريكية” ودا معناه أنه الحلم اللى بينتظره البعض سوف يحدث بغتة وبشكل مفاجئ وبأدوات أمريكية بحتة وباسم الإصلاح.
والعكس الصحيح .. ممكن النموذج دا لو نجح يبقا هو نموذج الإصلاح اللى هيصدعنا به كل مدعي معارضة ومدعي إصلاح ومدعي حداثة.
ترامب فاهم كويس ان نخبة واشنطن تعدت مرحلة الإنقاذ والحل هو البتر بس دى هتبقا اناركية وبالتالي هو الاستبدال الحاسم والسريع.
وزارة الكفاءة الحكومية اتكلمنا عنها في مقال سابق .. دلوقتي هنتكلم عن هيكلة البنتاجون وفصل مئات الضباط إضافة إلى إلغاء وزارة التعليم الأمريكية.
قبل ما نشرح خبايا القرارين ، لازم تعرف ان الحركة الوطنية الأمريكية او القومية الأمريكية عموماً هي ابنة الجنوب الأمريكي اللى رفض املاءات الثورة الصناعية اللى سيطرت على شمال أمريكا في القرن ال 19 وبقا الصراع بين الشمال الصناعي والجنوب الزراعي ودا الصراع الحقيقي اللى اشعل الحرب الأهلية الأمريكية (1861 – 1865) في زمن الحرب دي الجنوب انفصل وأعلن قيام “الولايات الكونفدرالية الأمريكية” يعني استبدل النظام الفيدرالي بالنظام الكونفيدرالي .. ايه الفارق ؟
الفارق هو مزيد من الإستقلال للولايات عن الحكومة ، الحد الأدنى من الاملاءات والتدخل الاتحادي في شؤون الولايات.
عشان كدا فكرة القومية الأمريكية لن يتم استيعابها إلا بفهم فكرة “قومية الجنوب” في أمريكا ، وكمان فيه حركة تالتة هي “أنصار الكونفدرالية”.
عادة الأفكار التلاتة مدمجين مع بعض في اى حركة وطنية او قومية أمريكية زي اليمين القومي الجديد او ما نعرفه اختصاراً بـ “التيار الترامبي”.
ترامب سوف يقوم بإلغاء وزارة التربية اللى تأسست عام 1979 فحسب لأنه خلاص سيطر عليها انصار العولمة والصوابية وتيار تقدمي يساري بقا كل همه ان المدارس الأمريكية تعلم الأطفال مبادئ الريمبو والترانس وما يطلقون عليه حق الطفل أنه يختار جندره وميوله الجنسية يعني حضرتك تودي ابنك الحضانة يرجع يقولك انا مش ولد انا بنت ولما اكبر هتجوز بنت زيي مش ولد .. الكلام دا مش تريقة ولا افورة دا حصل فعلا في أمريكا في سنوات أوباما وبايدن ويعتبر سبب رئيسي في تصويت كتل شعبية لترامب بعد ما كانت بتصوت سنين للديموقراطيين زى الرجال السود اللى كانت أصواتهم مضمونة زمان لاى مرشح أسود بس انتصروا لترامب على سيدة سمراء فقط من اجل إنقاذ أطفالهم من سلخانات الصوابية التي نصبتها وزارة التعليم الأمريكية.
لما هيتم الغاء وزارة التعليم الأمريكية الفيدرالية .. كل ولاية هتستعيد حقها في رسم المقررات التعليمية ، للامانة هو حاليا مش كل ولايات أمريكا بتدرس مهزلة الصوابية بس العجلة دارت والحل لازم يبقا جذري والوزارة ليست لها تاريخ في تاريخ أمريكا لذا قرر ترامب حلها.
بس خد بالك .. دا اجراء “كونفيدرالي” بحت .. تخفيف سيطرة واشنطن العاصمة على الولايات .. حلم قومية الجنوب وانصار الكونفيدرالية.
اما بقا اللى منتظر الجيش الأمريكي .. فهو فصل واقالة لمئات الضباط هيكلة شاملة للبنتاجون .. هيقولوا لك ترامب بيتخلص من معارضيه ومن انصار الجنرال جون كيلي ومن الجنرالات اللى مش بيسمعوا كلامه غلط اللى حصل في سنوات أوباما – بايدن .. أنه تمت ترقية مئات الضباط لأسباب عرقية او جندارية بحتة ، كوتة الريمبو والترانسات. شافوا ضابط لابس جيبة فـ صعدوه عشان يبقا اول جنرال عابر ..
علي اول جنرال مثلي.
علي اول جنرال ريمبو.
علي اول جنرال ثنائي الميول.
علي اول جنرال مدوحس.
ومبقاش جيش نظامي دا بقا الاوبرج .. بقا جيش الصوابية.
فـ ترامب ناوي يطهر الجيش الأمريكي من اللامؤخذات.
المذيع اللى جايبه وزير دفاع .. بيت هيجسيث ، اللى مالوش سجل حربي يذكر باستثناء أنه خدم ك جندي عادي في العراق وأفغانستان ومعتقل جوانتانامو .. إلا انه ليه كتاب مهم جداً اسمه “الحرب على المحاربين” المقصود هنا هو الحرب على المحاربين اللامؤخذات الريمبو والترانسات مجايب صوابية أوباما وبايدن والحزب الديموقراطي.
الحرب على المحاربين : وراء خيانة الرجال الذين يحفظون حريتنا فـ سبب اختياره هو أنه الضابط الوحيد المقرب من ترامب اللى متفق معاه في أهمية هيكلة البنتاجون وتطهير من موبقات العولمة والصوابية.
الجيوش اللى يبقا معيار الترقي فيها كوتة عرقية وأول ابيض وأول اسمر وأول لاتيني وأول ست دى مش جيوش دى مجلس محلي.
هل الكلام دا كله قابل للتطبيق ، ولا الدولة العميقة الأمريكية جوا البنتاجون قبل اى مؤسسة تانية سوف تثور على ترامب ، هل يمكن أصلا هيكلة مؤسسة عسكرية بهذا الشكل ، ام ان ترامب بكل نواياه الإصلاحية هيضيع رتب وكفاءات وخبرات وسط معمعة التخلص من النيوليبراليين في القوات المسلحة الامريكية؟
الرئيس الأمريكي جون كينيدي حاول في الستينات التوصل لاتفاق سلام مع الإتحاد السوفيتي وكان اغتياله من داخل المؤسسة العسكرية ، مش مسموح يتم وقف بيزنس مافيا السلاح ولوبي رأسمالية الكوارث والمجمع العسكري الصناعي ومجتمع المخابرات ونخبة واشنطن العاصمة .. نجا ترامب من الاغتيال ثلاث مرات عام 2024 فهل الرابعة هي القاضية ليكمل نائبه جيمس ديفيد فانس ولايته حتى عام 2028 مع قيام الكونجرس بتسمية احد ساسة التيار الترامبي في منصب نائب الرئيس؟
ادينا بنتفرج وبنشوف .. بس أمريكا داخلة على مرحلة اقدر اقولك انها “إعادة تأسيس”.. إطلاق الولايات المتحدة الثانية .. هل يصبح ترامب هو المؤسس الثاني للولايات المتحدة ام اخر رؤسائها .. نتقابل للإجابة على هذا السؤال بعد أربع سنين.