ابداعاتخواطر

نسيت

ندى أحمد 

 

حينما تنسى لحظة ما من فرط انشغالك، تشعر بلذة الانتصار، بأنك تخطيتَ ما يؤلمك، كأن حزنك ذهب ولم يعُد، لكن في حقيقة الأمر هو يعُد بشكل سيء.

 

 

استيقظتُ في السادسة صباحًا، لكي أذهب إلى العمل، قبل ذلك تبدأ رحلتي في الاستعداد بعمل فنجانٌ من القهوة، أحتسيه في شُرفتي المليئة بالزرع، فوقي سماء زرقاء تبدو جميلة اليوم، ولكن بشكل آخر تبدو حزينة، وكأن السُحب أعلنت عن اختفائها.

 

بدأت أرتشف من الفنجان، فوقعت عيني على بقعة حمراء عند معصمي، فتسألت لمَ تظهر هكذا؟ وتذكرت أن الأمس رأيت مثلها في قدمي اليسرى.

 

 

تتصارع الأوجاع بداخلنا، تتمنى لو نُعبِّر عنها بشكل صحيح، أن يحتضننا أحد يحبنا بصدق، فنُخرج ما بجعبتنا له، ما أخفته الأيام لنا من صدمات، قلب محطم يخشى الحب والتعلق بأحد مجددًا.

 

 

حينما رأيت هذه البقع، بدأت أسترجع الأحداث الماضية عندما ضاعت قِطتي التي ظلت معي خمس سنوات، ولم أحزن قلت رُبما خير، عندما فقدت صديقتي وتوفيت بشكل مفاجئ، أيقنت أن وقتها في الدنيا قد انتهى، ووجب علينا تقبل الأمر.

 

 لم أستوعب تلك اللحظة، كان بداخلي حديث لم أقوله لها، وأشياء أخرى كثيرة تجاهلت مشاعري، ونسيتُ أن الجسد له طاقة، يتنفس مثلنا، أمرت دموعي بألا تسقط، وقلبي يصرخ قائلًا : أرجوكِ، لا تتجاهلي مشاعِرك، وأيضًا لا تتقبلي أي شيء الآن، أنت حقًا حزينة.

 

 

الحزن مثل الأنسان، يحتاج إلى أن يَحتويه أحد، أن يُفرغ طاقته في أي شيء، وإذا لم تفعل، سيحفُر جروح كبيرة بداخلك لا يمحوها الزمن.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!