إسماعيل السيد
لكنني أثق في سوء حظي كثيراً.
إن وقفت أمام قطار، في موعد طبخته بمهارة مع الذاكرة، لن أُدهس.
قد يتعلم القطار أخيراً أن يكون، فيخرق طُرقه المعتادة، فيجرب أن يطير مثلاً.
قد يغفو في محطة مكتظة بالأماكن الفارغة، قد يترك وظيفته ويعمل حمّالاً في أحد الأسواق، قد يكف عن الدهس فحسب.
إن قفزت عن الجسر، لن أموت.
قد يختفي النهر، أو الجسر، أو سيكون الموت في إجازة أسبوعية، وسأنجو بعدة كسور في هيبة الجسر.
إن غرست سكيناً في صدري، لن أموت.
لأنني، وبعكس العادة، سأكون قد أَعرت قلبي لطائر، أو لفتاة مرحة، أو لسهم لا زال يتمرن على اختراق الملذات، كالحب تماماً.
إن دُفنت حياً، ستتعامل معي الأرض كقمحة، وسأنمو بخشونة تشبه حُزني.
لذا، لا أقلق حين أُخطط للموت.
أقلق حين أنوي الخروج لقُبلة؛ قد تنحرف شاحنة في الطريق العام وتصطدم بي في سريري، قد تقذفني طائرة عبرت مصادفةً بنشرة الأخبار، قد تسقط على رأسي شجرة تزيّن غلاف رواية قديمة.
ولن تصدقوا ذلك!
قد أتخيلها تعانقني، ودون أن تنتبه، تثقب صدري بدبوس شعرها… فأموت، مطعوناً بذكرى.