مقالات

رئيس أوكرانيا يوقع تنازلاً عن ثروات بلاده المعدنية لصالح أمريكا

✍️ يوحنا عزمي 

سوف يذهب الرئيس الأوكراني زيلينسكي اليوم إلي واشنطن للتوقيع صاغرا ومكرها علي الإتفاقية التي أعدها الرئيس ترامب بمساعدة كبار أركان إدارته لمشاطرة أوكرانيا مناصفة عوائدها من بيع المعادن الثمينة او النادرة بما يناهز نصف تريليون دولار سوف يتم ايداعها في صندوق مالي خاص تديره الولايات المتحدة لحسابها تعويضا لها عن خسائرها الفادحة التي تكبدتها في هذه الحرب من جيوب دافعي الضرائب الأمريكيين الذين لم تكن لهم مصلحة في تمويل حرب لا تعنيهم ولا تؤثر في أمنهم وهي الحرب التي اقحمهم فيها الرئيس السابق بايدن بقصر نظره وسوء قراراته والتي كان من الممكن ان تبقي مشتعلة لعدة سنوات اخري فيما لو كان قد اتيح له او لنائبته الوثوب من جديد إلي البيت الأبيض .. وهذا هو اشد ما يثير حنق الرئيس ترامب عليه وانتقاده المستمر له .. وهو توريطه للأمريكيين في ما لم يكن يجب ان يتورطوا فيه.

الشروط الأمنية التي وضعها الرئيس الأوكراني للتوقيع علي إتفاقية واشنطن ، رفضها الرئيس ترامب في الحال ، وشفع رفضه بجملة إنذارات وتحذيرات لزيلينسكي ، ومنها ان عليه ان ينسي مسألة انضمامه إلي حلف الناتو وهو ما لن تسمح أمريكا له به حاضرا او مستقبلا ، وان تلكؤه في اللحاق بركب عملية التسوية السلمية لأزمة هذه الحرب ، قد تفقده بلاده إلي الأبد لتعود جزءًا من أراضي روسيا من جديد.

وقال له ان الحقائق الماثلة علي الأرض هي التي ستفرض شروط التسوية النهائية لهذه الحرب .. بما يعني انه ليس من حق المهزوم ان يملي شروطه علي المنتصر ، الخ .. والخلاصة هي ان حرب أوكرانيا هي حرب الأوروبيين وليست حرب الأمريكيين حتي يضيعوا أموالهم واسلحتهم فيها لحساب أوكرانيا وهي دولة ليست عضوا في الناتو.

الرئيس ترامب عنيد للغاية ، ولا يساوم علي شروطه مهما بدت مجحفة او قاسية ومتصلبة ، وهو يري في إصراره عليها وتمسكه بها ، حقا لبلاده إذا كانت هي في النهاية من تتحمل معظم تكاليفها ومحاطرها واعبائها.

ولهذا سوف يوقع زيلينسكي عليها اليوم في واشنطن رغما عنه ، وسوف يضطر لابتلاع كل الإهانات الشخصية التي وجهها الرئيس الأمريكي إليه والتي وصلت مدي غير مسبوق من التجريح والتشهير والتشكيك في أهليته للمنصب الرئاسي الذي يشغله .. وهي الإهانات التي افقدته اعتباره كرئيس في نظر شعبه والعالم كله معه ، ولانه لم يجرؤ علي الرد عليها ، لانه يعرف ما سوف يكون رد الرئيس ترامب عليه .. ولهذا آثر الصمت وتنفيذ كل ما تطلبه الإدارة الأمريكية الجديدة منه.

مبدا ترامب في السياسة الخارجية الأمريكية هو ان من يطلب من أمريكا حمايتها له ، يجب عليه ان يدفع لها كامل تكاليفها ، او بالأحرى المقابل الذي تحدده لها هي وحدها .. وأنه لم تعد هناك حماية أمنية أمريكية مجانية ، حماية يدفع الحامي فيها للمنتفع بها وليس العكس .. 

وان هذه العلاقة المقلوبة مبدأ خاطئ تجاوزته متغيرات الظروف الدولية مع امتلاك أمريكا القدرة الكاملة علي حماية نفسها وشعبها ضد كل اشكال التهديد والخطر . وان استمرار التمسك بحماية الغير ، مهما كانت تكاليف تلك الحماية ، كضمان لأمن أمريكا ، علي غرار ما فعله بايدن وغيره من الرؤساء الأمريكيين السابقين هو خطيئة بحق الأمريكيين لانهم هم اكثر من يدفعون الثمن من جيوبهم وعلي حساب حياتهم ، وهم الغارم الأكبر فيها .. وان علي أمريكا ان تصحح مسارها وتصوب اخطاءها حتي تصبح أموال الأمريكيين للأمريكيين وحدهم .. وان هذه هي الترجمة العملية الحقيقية لشعار أمريكا اولاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!