ابداعات

لطف خفي”

 

منة اللّٰه عتمان 

 

قد يحتاج المرءُ منا، في بعض الأحيان أو كلها، إلى ظل أمانٍ جذوره ضاربةٌ في عمق الأرض، وطلعه شامخٌ في سماء أحلامٍ وردية؛

يسنده حين تميل به سراديب روحهِ الخفية، تلك التي لا يُجيد البوح بها، ويكويه لهيبُ قسوتها كلما حاول الفرار.

 

نحتاج أمانًا لا تحده الجهات، ودفئًا لا تزحزحهُ العواصف،

ولا تقتلعه برودة الذكريات، حين تهبُّ كأطيافِ حبٍ راحل بوداعٍ أبدي،

ترك خلفه روحًا تودع الحياة بصمتٍ موجعٍ في كل لحظة.

 

نحتاج من يكمل نقصنا، من يرى عيوبنا فيسترها،

ومن يلحظ شروخنا، فيرممها بحنانٍ لا يُطال.

نحتاجُ من ينفثُ على غبار أعوامنا القاسية،

من يُبدلنا بلطفٍ يُحيي القلب بعد مرارةٍ سرمدية،

من يزرع فينا سكينةً تُعيد ترتيب الفوضى في دواخلنا،

بعد أن تجرعنا مرارة الوحدة ككأسٍ لا قرار له.

 

فإن لم نجد ذاك الأمان في قلب أحد

فلنرفع أكفَّنا لواهب السلام، لمسخر القلوب ومداويها،

حيث لا يُخذل من لجأ، ولا يضيعُ من احتمى،

وحيث تُجبر الأرواح المكسورة في حضرةِ الرحيم،

وتولد الطمأنينة من رحم الرجاء،

وتُبعث الحياة من جديد على سجادة صدقٍ ودمعةِ يقين، بعد شتاتنا في متاهة الحياة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!