مقالات

مين جاب سيرة سيناء ؟

✍️ يوحنا عزمي 

ترامب بوضوح طالع بيقول أنه هيكلم رئيس مصر وملك الأردن لإستقبال الفلسطينيين ..

حد سمع كلمة سيناء فى كلام ترامب ؟ .. لأ.
ترامب عايز مصر تاخد الفلسطينيين.
مصر تاخدهم فى المليون كيلومتر مربع.

مصر اللى هي القاهرة وأسكندرية والسلوم والمنصورة والصعيد.

وده أمر ممكن بكل أسف حدوثه .. لا نتمناه ولا نوافق عليه وسنقاومه بكل الوسائل ولكن يظل قابلاً للحدوث.

لذلك الرد المصري ببيان مكتوب من وزارة الخارجية على ما قاله ترامب حتى وان كان قويا فى الفاظه وواضحا فى معناه ولكنه ليس كافيا على الإطلاق ، كان على الأقل يستلزم مؤتمر صحفي لوزير الخارجية لإعلان هذا البيان.

والصح ولأن ترامب خاطب الرئيس المصري ، كان يجب ان يخرج الرئيس المصري بنفسه ليعلن رفض مقترح ترامب والقاء بيان الخارجية منسوبا إلى الرئاسة المصرية وبصوت الرئيس.

كما فعل الرئيس الكولومبي مثلا فى رده على ترحيل المهاجرين الغير شرعيين من أمريكا إليه فى طائرات عسكرية.

إذن لماذا اكتفت مصر الرسمية ببيان قوي مكتوب من وزارة الخارجية ؟

لأن البيان للإستهلاك المحلي وفقط.
للضحك على الدقون المصرية وفقط.

وإعلام السامسونج كله يقول لا تنازل عن سيناء لأحد
رغم أنه لم يطلب احد إستقرار الفلسطينيين بسيناء.

سيناء معناها وجود تجمع فلسطينى كبير جداً على حدود منبسطة
مفتوحة مع دولة الكيان وإمكانية قيام فصائل مقاومة وحرب استنزاف ممتدة بينها وبين دولة الكيان .. معناه قلاقل طوال الوقت.

معناه تجييش للجيش المصري داخل سيناء طوال الوقت.
معناه إمكانية تطور الأمور على الجبهة المصرية التى تم اخراجها
من الحسابات من ١٩٧٨.. وكل هذا ترفضه وتخشاه دولة الكيان.

توطين الفلسطينيين فى سيناء أخطر على أمن دولة الكيان من بقاؤهم بغزة. لذلك فالمقترح الأمريكي اشد سوءاً من صفقة القرن بتاعة كونداليزا رايس.

ـ الفلسطينيون خارج فلسطين.

ـ طيب لو البيان القوي ده لتخدير الشعب
أمال الموقف الحقيقي للنظام أيه ؟

ـ فى اعتقادي وتصوري وتحليلي : موقف النظام هو قبول الترحيل بمقابل مادي مغري جدا يتمثل فى إسقاط جزء كبير من الديون وبعض الامتيازات ( الأسرية) لشكل الحكم وايقاف ومنع وتخفيف الضغط والغضب الشعبي الذي يزداد يوما بعد يوم بل دقيقة بعد دقيقة.

تاريخيا الشعب المصري لم يعترض على دخول اي أقلية إليه على الأقل طوال تاريخه الحديث :

• أرمن
• شوام
• فلسطينيين ٤٨
• عراقيين
• ليبيين
• سوريين
• سودانيين

كل الناس بإختلاف مذاهبها تجد فى مصر سعة ومستقرا وتتكيف الأرض ويتكيف المصريين مع الوضع الجديد .. ويذوب القادم الجديد فى نسيج مجتمع مصري قادر على إعادة تشكيل أي شئ.

وفلسطينيون 2025 لن يكونوا استثناءاً

إذن فالمشكلة ليست فى الشعب المصري ولا الحل عند الشعب المصري.

ـ الحل عند الفلسطينيين انفسهم.

بتمسكهم بأرضهم ورفضهم مغادرتها والرحيل عنها ، وهذا ما أعرفه عنهم سيفشلون خطة التهجير.

والفلسطينيون وحدهم كما اعتادوا طوال ال٤٧٠ يوما من الحرب هم من عليهم إيقاف خطة ترحيلهم.

لأن لا النظام المصري ولا الشعب المصري قادران على منعه.

القادم صعب وصعب جداً.

وهنا تحضرني ملاحظة ضرورية :

قلت نصا ان ما بعد دخول ترامب البيت الأبيض مرعب.

وقلت ان السيناريو المطروح الحالي مرشح للحدوث وقدمت بديلاً وهو بعض التعديلات على صفقة القرن لكونداليزا رايس تجعل الفلسطينيين فى آخر المطاف موجودين بغزة وليس خارجها.

قضية التهجير للفلسطينيين قرارها ليس مصرياً.
لا رسميا ولا رئاسيا ولا شعبياً.
بكل اسف نحن حاليا أضعف من ذلك بكثير.

القرار فى يد ٢ مليون فلسطيني حر كريم شجاع بطل من سكان القطاع.

قرار الرفض هناك فى غزة .. واعلم ان اغلب أهلها سيرفضونه.

فلسطين باقية والقضية الفلسطينية مستمرة
والنصر النهائي قادم .. شاء من شاء وآبى من آبي.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!