مقالات

سيناريوهات العدوان الأمريكي على اليمن 2025

✍️ يوحنا عزمي

إن الوضع في اليمن يشهد تطورات معقدة نتيجة للصراع الداخلي المستمر منذ سنوات عدة ، إضافة إلى التدخلات الإقليمية والدولية في شؤون البلاد. والولايات المتحدة الأمريكية ، كونها جزءًا من التحالف الغربي الذي يراقب ويؤثر في مجريات الحرب اليمنية ، قد تزداد تدخلاتها بشكل مباشر أو غير مباشر خلال السنوات القادمة ، مما قد يفتح الباب أمام عدة سيناريوهات محتملة للعدوان الأمريكي على اليمن في عام 2025.

السيناريو الأول : زيادة التدخل الأمريكي تحت ستار مكافحة الإرهاب

الولايات المتحدة الأمريكية لديها تاريخ طويل من التدخل في الدول التي تشتبه في وجود تهديدات إرهابية. في حال تصاعد نشاط القاعدة أو تنظيم داعش في اليمن ، قد يكون هناك مبرر لزيادة التدخل العسكري الأمريكي تحت مبرر مكافحة الإرهاب. ومن المحتمل أن يكون ذلك عبر شن غارات جوية أو عمليات خاصة للقضاء على الخلايا الإرهابية في مناطق مثل شبوة، مأرب ، أو أبين. هذا السيناريو قد يثير ردود فعل دولية قوية ، ولكنه من المحتمل أن يترافق مع دعم بعض الدول الإقليمية مثل السعودية والإمارات.

المخاطر :
– تصاعد التوترات مع إيران وحلفائها في المنطقة.
– تفاقم الأوضاع الإنسانية في اليمن.
– زيادة معارضة الشعب اليمني وأطراف دولية لهذا التدخل.

السيناريو الثاني : دعم التحالف العربي ضد الحوثيين.

من المحتمل أن تُواصل الولايات المتحدة دعم التحالف العربي بقيادة السعودية ضد الحوثيين ، من خلال توفير الإمدادات العسكرية المتقدمة مثل الأسلحة المتطورة والطائرات المسيّرة ، بالإضافة إلى الدعم الاستخباراتي. وإذا ما استمر الحوثيون في توسيع مناطق سيطرتهم، قد يتم تكثيف الدعم الأمريكي للحكومة اليمنية المعترف بها دولياً ضد جماعة الحوثيين.

المخاطر :
– تصعيد العنف وزيادة المعاناة الإنسانية.
– احتمال تعزيز القتال في المناطق التي يشترك فيها أكثر من طرف دولي.

– ردود فعل سلبية من إيران، التي تدعم الحوثيين.

السيناريو الثالث : تدخل عسكري مباشر في إطار سياسة الردع.

في حال تصاعد الوضع العسكري في المنطقة أو وجود تهديدات مباشرة للمصالح الأمريكية في المنطقة (مثل تهديدات حوثية للملاحة في البحر الأحمر أو الهجمات على السفن النفطية)، قد تجد الولايات المتحدة نفسها مضطرة إلى تنفيذ تدخل عسكري مباشر. يمكن أن يتخذ هذا التدخل شكل ضربات جوية ضد الحوثيين أو استخدام القوات البرية لتأمين نقاط استراتيجية على الأرض.

المخاطر :
– تصعيد المواجهات مع إيران وحلفائها في المنطقة.
– تجدد الاشتباكات على مستوى عسكري أوسع.
– تعقيد جهود الحلول السياسية.

السيناريو الرابع : تكثيف العقوبات الاقتصادية والضغط السياسي

في حال فشلت جهود الحوارات السياسية في إيجاد حلول ، قد تعمد الولايات المتحدة إلى فرض المزيد من العقوبات الاقتصادية على اليمن أو على دول تدعم الحوثيين ، مثل إيران. يمكن أن تكون هذه العقوبات بمثابة أداة للضغط على الأطراف الفاعلة في الصراع من أجل دفعهم إلى التفاوض والتوصل إلى حل سلمي.

المخاطر :
– تفاقم الأزمة الاقتصادية في اليمن، وزيادة معاناة المدنيين.
– زيادة العزلة الدولية لليمن.
– توسع دائرة الخلافات الدولية حول التدخل في اليمن.

السيناريو الخامس : تحولات دبلوماسية بديلة

قد تسعى الولايات المتحدة لتغيير سياستها العسكرية من خلال تشجيع الحلول السياسية ، خصوصًا في حالة تغير الإدارة الأمريكية أو في حال حدوث تحولات في موقف الدول الإقليمية. قد يتم تشجيع مفاوضات جديدة بين الحوثيين والحكومة اليمنية وحلفائهم من أجل الوصول إلى اتفاق شامل. وفي هذا السياق ، يمكن أن تستخدم الولايات المتحدة سلطتها السياسية للضغط على الأطراف لتقديم تنازلات من أجل السلام.

المخاطر :
– فشل المفاوضات بسبب الانقسامات الداخلية في اليمن.
– تزايد النفوذ الإيراني في حال تم تجاهل مصالحها.
– رفض بعض الفصائل اليمنية للمقترحات.

السيناريو السادس : تدخل عسكري من خلال الشراكة مع إسرائيل

قد تتطور العلاقات بين الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في المستقبل بشكل يسمح بالضغط على الحوثيين أو القوى الأخرى في اليمن. في حال كان هناك تهديد من هذه الأطراف لمصالح الأمن القومي الأمريكي أو الإسرائيلي ، قد يحدث تدخل عسكري مشترك لمكافحة التهديدات المشتركة في المنطقة. من الممكن أن يكون هذا التدخل في شكل دعم لوجستي أو استخباراتي، أو ربما مشاركة عسكرية مباشرة.

المخاطر :
– زيادة الكراهية ضد أمريكا وإسرائيل من قبل الجماعات المتشددة في اليمن والمنطقة.

– تعزيز التوترات العسكرية في المنطقة العربية.

الخلاصة : كل السيناريوهات المذكورة تعتمد على المتغيرات الإقليمية والدولية في السنوات القادمة. لكن في كل الأحوال ، يبقى التحدي الأكبر في اليمن هو تحقيق السلام الدائم والتخفيف من معاناة الشعب اليمني.

في حال استمرت التصعيدات العسكرية ، فالمعركة ضد الإرهاب والحوثيين ستستمر ، ولكن قد تزداد تعقيداتها في ضوء تداخل مصالح القوى الكبرى في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!