هاجر متولي
أنا امرأة لا تميل إلا لروح تجذبها، لا جسد يبرزه الأناقة، أتعلق بقلب، لا بملامح وجه جذابة.. أنا امرأة لا تميل إلا لمن تتعدد مزاياه، لا يشمله التشوه في كل اتجاه..
أقترب لمن يحبني، لا لمن ينجذب لرقتي، يبهرني الروح التي تجعلني أنعم بدفئها، وعطفها وحنانها، وطيبة قلبها، لا لتلك العيون الساحرة.
رأيت العديد من الرجال لا يعلمون شيئًا عن الرجولة، أبهرني مظهر البعض، وذكاء آخرون، ولباقة حديث لأحدهم.. ولكن ما جذبني، وجعل روحي تنشغل، هذا الرجل الذي يعشق في المرأة براءتها إذا استكانت، وجنونها إذا غضبت، يحبها بعفويتها وذكائها، بهدوئها، وانفعالها، بكل أحوالها، وكأنها امرأة لرجل من زمن الفرسان.
جاءني ذات يوم رجل يُحدثني عن امرأته، كيف يدللها، ويغازلها، ويعطيها من الحب ما لا يُقال!؟ ولكنّي لم أشعر معه بصدق الحوار، أعي حقيقة قوله، ولكن لا أؤمن بصدق فعله، أهذا حب؟ أم أنه مجرد حديث يُسرد؟
وآخرون مثله، كيف أعطوا من الحب والاهتمام؛ وقد أوجعهم الزمان، وفتك بقلوبهم دون أدنى رحمة، ونساء تسرد لي كيف تعلقت بمحبوبها، وأفنت حياتها في سبيل راحته، وسرق قلبها وتركها تعاني الآلام.
أيمكن للحب أن ينتهي؟ أم أنه مجرد أكذوبة تتحدث بها الأفواه.. أيتعلق كل منّا بقلب أحدنا أم أنه ينجذب لشيء ما، وعندما يعتاد عليه يقل انجذابه له، وينتهي كما جاء.
أرى أن الحب اكتمال للذات في كافة جوانبها، فمن ينعم بالحب الحقيقي لا يرى سكينة لروحه إلا مع من يحب، ولا يقبل إلا بمشاركته في كافة جوانب الحياة، ويتعود على مؤانسته له في كل وقت ومكان، ومن أدرك قيمة الحب يغرسه في كافة الأفعال، فينبت من أفعاله جذورًا للروح يتعلق بها حتى الممات؛ ولكنِّي أعي أن التعود أصعب من الحب، التعود قاسٍ..
أن تجد من يشاركك كل أوقات حياتك، ومن تأنس روحك لوجوده حتى لو ابتعدت بينكما المسافات، يتملك كيانك، ويقيد قدرتك على الانسحاب، فكيف لو كان ممزوجًا بالحب؟
