✍️ يوحنا عزمي
رئيس الوزراء الإسرائيلي نتنياهو يخاطب الرئيس الأمريكي بايدن بصفاقته ووقاحته المعهودة ، ويقول له ان إسرائيل سوف تقاتل بمفردها وباظافرها إذا اضطرتها ظروفها إلي ذلك ..
وكان الأجدر به ان يقول له ان إسرائيل سوف تستمر في القتال بمخالبها وانيابها وبكل ما في حوزتها من أسلحة محظورة ومحرمة في حرب الإبادة الشاملة التي تخوضها ضد الفلسطينيين حتي النهاية ولن تتراجع عنها مهما كلف الأمر.
ما يفعله نتنياهو وهو يتصنع الضعف في خطابه لبايدن ، هو مشهد تمثيلي سخيف ولا يمكن ان ينطلي إلا علي الاغبياء او المخدوعين فيه ممن قد ينساقون وراءه ويصدقونه .. او ممن يعتقدون ان معركته ضد حماس لم تنتهي بعد ، وان الشوط ما يزال طويلا امامها.
الأمر الاسوأ من بين كل ما يجري علي الساحتين الأمريكية والدولية الآن ، هو رد فعل الحزبين الديموقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة الامريكية ازاء قرار بايدن بتعليق ارسال بعض شحنات الأسلحة الأمريكية إلي إسرائيل ..
فهي تحاول ان تقلب الدنيا علي رأسه وتضعه في موقف الاتهام بأنه انفرد باتخاذ هذا القرار دون ان يعود فيه مسبقا إلي الكونجرس ليعرف رأيه فيه .. وهم يقصدون بذلك ان الكونجرس كان سيعارضه ولن يسمح له به.
وهذا الموقف الداعم بشدة من قبل الحزبين الديموقراطي والجمهوري لحرب الإبادة الجماعية التي يشنها نتنياهو علي الشعب الفلسطيني هو موقف مزري ومشين ويثير الإحباط والاشمئزاز ويبرهن بكل وضوح انها ليست اكثر من رهائن للنفوذ الساحق الذي تمارسه المنظمات الصهيونية عليها بتاثير اصوات الناخبين اليهود في دوائرهم وبتمويل تلك المنظمات الصهيونية لحملات اعضاء الكونجرس الإنتخابية ..
فضلا عما تملكه من سيطرة شبه تامة علي كافة وسائل الإعلام الدولي وعلي غيرها من مواقع التواصل الإجتماعي في أمريكا والعالم.
وهنا يجب ألا ننسي ان انتخابات الرئاسة الأمريكية والتجديد النصفي للكونجرس اصبحت علي الأبواب ، وهو ما يعني المزيد من الخضوع والاذعان لهذه الضغوط الصهيونية علي اعضاء الكونجرس في الحزبين ..
وهو ما يشجع نتنياهو وداعميه في امريكا علي الضرب علي الوتر الحساس في هذا التوقيت القاتل بالنسبة لاي إدارة أمريكية في موقفها من إسرائيل ..
ولا اعتقد ان بايدن سوف يصمد طويلا في مواجهة كل تلك الضغوط الصهيونية المتزايدة عليه .. وسوف يبحث لنفسه عن مخارج سريعة للعدول بها عن قراره ليوقف العاصفة السياسية الداخلية التي تهدد باجتياحه واقتلاعه من مكانه. وهو ما اعتقد أنه في طريقه لأن يحدث ..
وفي كل الأحوال فإن حرب إسرائيل علي غزة مستمرة ولن تتوقف .. ولن يؤثر فيها قرار تعليق إرسال سلاح إلي إسرائيل او استئناف إرساله إليها .. فهي ماضية في حربها حتي النهاية.