مقالات

إسرائيل الكبري .. لماذا الأن ؟

✍️ يوحنا عزمي 

إسرائيل الكبري المصطلح اللى بقاع كل لسان في أستوديوهات التحليل وحسابات المؤثرين ومن قبلهم وزراء الاحتلال .. رغم ان الخطة قديمة ولكن اشمعني دلوقتي الكل افتكر اللعبة دي ؟

على عكس ما بتروج الدعاية الصهيونية ، الغرب ابعد     ما يكون عن تنفيذ مخططات دينية ، ولا فارق معاه اى دين من اى ثقافة ، لو ما يسمى بالخلافة الإسلامية مفيدة للغرب كان سعي للاستثمار فيها بل ان برنارد لويس دعا لاحياء ما يسمى بالخلافة العثمانية عبر تركيا ف آسيا الوسطي عشان تبقا حائط صد أمام الإتحاد السوفيتي  في سنوات الحرب الباردة.

لما الغرب فكر في القرن ال 18 وقرر في القرن ال 19 ونفذ في القرن ال 20 فكرة صناعة كيان وظيفي في الشرق يفصل مصر عن المشرق ويبقا قاعدة عسكرية له ومحمية غربية .. المناقشات دارت حول مساحة الكيان الوظيفي دا ..

اللى قال فلسطين واللى قال قبرص واللى قال سيناء والبعض قالك نطبق الفكرة في افريقيا واوغندا هي فلسطين.

الحركة الصهيونية نفسها منقسمة ف الموضوع دا ..     فيه تيارين .. الصهيونية العلمانية ودول بقوا اليسار الإسرائيلي دلوقتي .. دول اللى اسسوا الكيان الوظيفي الصهيوني .. الاشتراكيين الصهيونيين زي حاييم وايزمان اول رئيس لإسرائيل وديفيد بن جوريون اول رئيس وزراء وليفي اشكول وجولدا مائير واسحاق رابين وشيمون بيريز وايهود باراك ، اما التيار التاني اللى مؤمن بفكرة إسرائيل الكبرى او اليمين الإسرائيلي في اطلق عليه الصهيونية الدينية او الصهيونية التصحيحية ومن ضمنهم مناحم بيجن وموشي ديان وارييل شارون واسحاق شامير وبنيامين نتنياهو.

الغرب انحاز لفكرة إسرائيل هي فلسطين وحتى جزء    من فلسطين لسبب مهم ، ما هو ميبقاش الحل للتخلص  من فكرة مصر الكبرى هو استبدال خطر بخطر تاني .. ايوا الغرب شايف ان اى دولة كبيرة في الشرق حتى لو دولة قومية لليهود برضو هتبقا خطر عليه .. عشان كدا كان كفاية بالنسبة للغرب في اكثر من مرحلة فكرة حدود 1967 بالنسبة لإسرائيل او حتى حدود ما بعد اتفاقيات كامب ديفيد ووادي عربة واوسلو ..

ولكن حصل امر جديد خلي الغرب دلوقت يشوف انه إسرائيل الكبرى بقت ضرورة حتى لو بشكل مؤقت ..     ايه اللى حصل ؟

أمريكا من سنة 2001 عايزة تفرمل تمدد روسيا والصين للشرق الأوسط ، وتعمل هجمة مرتدة من الشرق الأوسط للشرق الأقصى او شرق اسيا وشرق روسيا ..

بالنسبة للغرب .. فيه فراغ في الشرق الأوسط ولازم يتم حوالي ربع قرن من المخططات اللى مجبتش نتيجة ترضى عنها أمريكا ، في الأول كان الحرب على الإرهاب والغزو الأمريكي المباشر لأفغانستان سنة 2001 والعراق سنة 2003.

تصعيد الإسلام السياسي بكل فرقه ، الإسلام السياسي السني والإسلام السياسي الشيعي ، مشاريع إقليمية       لتركيا وقطر وإيران والتنظيم الدولي للاخوان ، طالبان والقاعدة وداعش والنصرة وخراسان وغيرها.

ثورات ملونة وربيع عربي وخلخلة مجتمعات المنطقة والدول والجيوش الوطنية بأدوات الديموقراطية وحقوق الإنسان والقيم المدنية والصوابية والعولمة الرأسمالية النيوليبرالية.

حتى ترامب اللى رفض كل دا .. لما حسن العلاقات        مع الدول الوطنية والمعتدلة في المنطقة زي مصر والسعودية والإمارات كان يأمل انه يحدث قطيعة       بين الدول دي والشرق الأقصى ودا لم يحدث ..

دول المنطقة فهمت كويس درس الحرب الباردة ، حتى الدول اللى تعاونت مع الغرب بشكل غير مسبوق .. برضو حافظت على نوع من المصالح والعلاقة مع موسكو وبكين

لم يستطع اربع رؤساء امريكان على مدار ربع قرن تقريباً اخراج النفوذ الروسي والصيني من معادلات الشرق الأوسط .. وكان الحل هو احياء ايدلوجيا إسرائيل الكبرى ولو بشكل مؤقت ..

في الربع قرن ، تواصلت روسيا والصين بشكل جيد مع مصر وتركيا وإيران والسعودية والإمارات ، بالإضافة إلى العراق وسوريا وليبيا واليمن والسودان، وذهبت روسيا عسكرياً الى سوريا وافريقيا الوسطي وغرب افريقيا إلى خليج النيجر او السنغال .. ومحطات نووية ف مصر وتركيا ومنطقة صناعية ف قناة السويس وطريق الحرير الصيني الجديد.

حتى حرب أوكرانيا لم تحقق الهزيمة اللازمة لروسيا تحالف بين روسيا والصين وكوريا الشمالية وإيران.

فكرة تطويق الصين بالهند فشلت .. مودي يلعب مع الجميع ..

ناتو اسيوي من اليابان وكوريا الشمالية ضد الصين فشلت إستراتيجية حرب الامبراطوريات الآسيوية.

التكليفات ل إدارة بايدن واللى جاى من بعده أنه مفيش فايدة .. نرجع للخطة اللى اقرها الغرب ف القرن ال 18 .. المحمية الغربية في الشرق .. الولاية الأمريكية والمقاطعة الإنجليزية في الشام .. لدولة إسرائيل.

بس إسرائيل بالشكل دا صعب تعمل الدور المطلوب .. عشان كدا جاري تفعيل إسرائيل الكبرى .. ترامب قال    ان مساحة إسرائيل صغيرة وسوف يعمل على توسيعها

طيب دا راجل اعترف بسيادة تل ابيب على القدس والجولان السوري .. فأكيد الغرض من كلامه ليس حدود يونيو 1967 بل ما هو اكبر من ذلك.

إسرائيل الكبرى مفيدة للغرب وامريكا في حرب الغرب ضد روسيا والصين ، حتى لو اضطر الغرب إلى العودة للشرق الأوسط عقب حسم معارك الشرق الأقصى وتفكيك إسرائيل الكبرى لصالح خرائط الشرق الأوسط الكبير. عادي جدا دا امر طبيعي مع الكيانات الوظيفية اللى بتتمدد وتنحسر بحسب حسابات صناع تلك الكيانات الوظيفية.

وبالتالي اللى بيحصل حاليا في الشرق الأوسط مقدمة    لحروب سوف يذهب لها الغرب في الشرق الأقصى إلى مضيق تايوان وخليج كوريا وبحر اليابان وبحر الصين الشرقي.

اقل من 9 أيام على انتخابات الرئاسة الأمريكية ..        كل شيء بعد هذا التاريخ قابل للتغيير .. ولكن هذا هو الموقف عشية الإنتخابات الأمريكية ولماذا سعت إدارة بايدن لاحياء فكرة إسرائيل الكبرى على وقع مسرحية طوفان الأقصى.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!