✍️ يوحنا عزمي
رئيس كوريا الجنوبية “يون سوك يول” يعاني من المعارضة كان ممكن الغرب يسيبه يخوض معركته لوحده ولا يخسرها بس المعارضة دي مش مقبولة عند الغرب .. ليه ؟
عشان المعارضة دي صديقة وحليفة لـ روسيا .. مش عمالة وخيانة ولكن شايفين ان كوريا الجنوبية مش لازم تبقى في صف الغرب ضد روسيا او الصين وان التواجد العسكري الأمريكي في كوريا الجنوبية دا اسمه إحتلال.
يقود المعارضة سياسي عتيد هو “لى جاى ميونج” ، رئيس الحزب الديموقراطي المعارض .. معقل المعارضة الكورية .. يطلق عليه حزب الخيمة لأنه مظلة ينطوى تحتها أغلب التيارات المعارضة يمين ووسط وليبراليين ويسار .. ولكن الفريق المسيطر بقيادة “لى جاى ميونج” هو يسار قومي شيوعي .. شايف أنه غلط ان كوريا الجنوبية تتموضع في ناتو آسيوي مع اليابان ضد الصين شايف أنه لازم يتم تحسين العلاقات مع كوريا الشمالية فوراً .. شايف ان الصين اقرب لـ كوريا الجنوبية من اليابان وليس العكس وان اليابان كانت قوة إحتلال في يوم من الأيام.
لى جاى ميونج اتعرض في 2 يناير 2024 لـ محاولة إغتيال فاشلة .. يسعي لتحييد كوريا الجنوبية في صراع أمريكا مع الصين ولتحسين العلاقات مع كوريا الشمالية وبيقول أنه لو بقى رئيس هيكرر تجربة رئيس كوريا الجنوبية “روه مو هيون” اللى عقد جلسة مباحثات تاريخية مع زعيم كوريا الشمالية “كيم جونج إيل” قبل ما أهل الشر يضربوا جهود السلام بين الكوريتين.
لى جاى ميونج زعيم المعارضة الكورية المقربة من روسيا مثله الأعلى الرئيس “بارك تشونج هي” اللى أمريكا مش بتطيق سيرته ولا حزب الشعب اللى بيمثل اليمين المحافظ ، دا لأنه كان زعيم وطني هو اللى بنى إقتصاد كوريا الجنوبية وخلها زي ما بيطلق عليها في عالم الإقتصاد معجزة على نهر هان.
لما كوريا الجنوبية قررت تبعت سلاح لأوكرانيا بعد إرسال كوريا الشمالية لجنود لصالح روسيا .. المعارضة هى من فرملت القرار دا في البرلمان ، وكان رأي الحزب الديموقراطي أنه لا ينبغي التورط في حرب اوكرانيا او معاداة روسيا حتى لو تورطت كوريا الشمالية.
إحنا اتفقنا على ضوء فصول مسرحية طوفان الأقصى واندلاع الحرب السورية الثانية أنه الغرب اخد قرار أنه اى حد يساعد روسيا عملياً فى حربها ضد أوكرانيا يبقا أهدر دمه .. المشروع الإيراني ومحور الممانعة والاذرع الإيرانية .. من قبلهم حكومة عمران خان فى باكستان .. كانت أمريكا من تقف وتشجع الجهود التى جرت لازاحته من منصبه.
فى اليابان عملية إغتيال الزعيم شينزو آبي قبل ان يعود للسلطة ويسحب اليابان بعيدا عن لعبة الناتو الآسيوي وجهود أمريكا لــ تطويق الصين بجيرانها الاسيويين او ما اطلق عليه “حرب الامبراطوريات الاسيوية”.
اللى حصل في كوريا الجنوبية بموافقة أمريكية بحتة.
الرئيس أعلن الأحكام العرفية وتعطيل عمل الأحزاب والبرلمان ونزل الجيش للسيطرة على البرلمان .. الغرض هو وقف زحف المعارضة الصديقة لـ روسيا على السلطة.
ما هو زعيم المعارضة “لى جاى ميونج”لما خسر الإنتخابات الرئاسية عام 2022 بفارق ضئيل عرف يكسب الأغلبية فى البرلمان وسيطر عليه واشتغل على شعبية الرئيس لحد ما سفلت شعبيته بالارض .. وصول “لى جاى ميونج” للرئاسة بقا مسألة وقت.
عشان كدا في خطاب الرئيس “يون سوك يول” اللى أعلن فيه إعلان الأحكام العرفية هنلاقي جملة “فرض الأحكام العرفية في البلاد ، لضرورة حماية البلاد من الشيوعية ، والتصدي للعناصر المناهضة للدولة.
الرئيس “يون سوك” قال ان تحركات الحزب الديموقراطي في البرلمان تهدد إستقرار البلاد خصوصا لما تم رفض الميزانية وبدء إجراءات عزل المدعي العام .. وقال “لحماية كوريا الليبرالية من التهديدات التي تشكلها القوات الشيوعية في كوريا الشمالية والقضاء على العناصر المناهضة للدولة.
أعلن بموجبه حالة الطوارئ والأحكام العرفية”.
” يون سوك ” أكد عزمه القضاء على القوى المؤيدة لكوريا الشمالية وحماية النظام الديمقراطي الدستوري.
يعني لما الرئيس الكوري الموالي لأمريكا فشل فى منصبه بقي الحل هو سحق الديموقراطية واهلا وسهلا بالعسكر ودبابات العسكر طالما لـ صالح الأمريكان والأجندة الأمريكية وطالما الضحية شيوعي ويساري وقومي وصديق لـ روسيا.
الديموقراطية دي وسيلة .. سلاح في ايد الغرب عشان يوصلوا رجالتهم للحكم في الدول المستهدفة.
لو السلاح او الوسيلة فشلوا .. يبقا لتسقط الديموقراطية وسحقا لصناديق الإنتخابات والف لعنة على أصوات الشعوب.
بنسبة كبيرة تحرك كوري – أمريكي خائب .. لأن الأغلبية فى البرلمان ليست لحزب الشعب ولكن الحزب الديموقراطي بقيادة “لى جاى ميونج”.. إلا لو كانت إدارة بايدن قد أعطت الرئيس يون سوك يول الضوء الأخضر للذهاب إلى ما هو ابعد.
مسألة ساعات ونفهم ماذا يحدث فى الشرق الأقصى.