مقالات

لماذا يُعد التهجير إلى سيناء خطراً يهدد الأمن القومي المصري منذ 1973 ؟

لماذا يُعد التهجير إلى سيناء خطراً يهدد الأمن القومي المصري منذ 1973 ؟

✍️ يوحنا عزمي

هكلمك تاريخيا مش سياسيا وأقرأ معايا وافهم دماغهم ..

فيه وثيقة من الأرشيف البريطاني بترجع لسنة ١٩٦٩م خاطبت فيها حكومة الكيان دولة بريطانيا بضم سيناء واعتبارها أرضهم رسميا والسبب ان سيناء كانت تعتبر أرض عثمانية لحد سنة ١٩٢٣م.

وقالك السبب ان سيناء جزء من آسيا ومكانتش تبع مصر ولولا بريطانيا وقوتها في قضية ترسيم الحدود ومعاهدة لوزان مكانتش سيناء هتبقا تابعة لمصر ، وطبعا رسموا مستقبل لسيناء عبارة عن تنقيب عن غاز وبترول وخطط تنمية واستصلاح أراضي للزراعة وبكدة يبقا مصر ملهاش حق في سيناء.

ومش بس كدة دول قادوا حملة في مجلس العموم البريطاني بقيادة النائب “جون بيجز – دافيسون” لطرح قضية سيناء قصاد محكمة العدل الدولية ، ومش هوا بس دا حصل ده في امريكا وفي كندا في محاولات لتثليب الرأي العام ضد مصر عشان تتخلى عن سيادتها عن سيناء، وداخليا حاولت تقلب بدو سيناء على الحكومة المصرية وعملت مؤتمر الحسنة الشهير.

ردت ساعتها بريطانيا وقالت ان مصر مكانتش مستعمرة بريطانية في يوم من الأيام إنما كانت تحت الحماية فقط وبالتالي سيناء هي أرض مصرية متنازلتش عنها بريطانيا.

طبعا الموضوع مخلصش وطرح سفير بريطانيا “إرنست جون وارد بارنز” الموضوع وقال ان مصر لحد سنة ١٩٢٣ كانت جزء من الدولة العثمانية حتى لو الخديوي كان ليه سلطة ذاتية هو والمفوض البريطاني ، وان حدود مصر من العريش للسويس ، وان مفيش خريطة بتقول العكس.

واول سنة ١٩٧٣م طرح وزير الدولة البريطاني “جوليان أميري” الموضوع تاني وطرح تقسيم سيناء على القوة اللي فازت في الحرب العالمية “بريطانيا وفرنسا وايطاليا” وطبعا تحت إشراف الكيان.

– طيب ليه كل ده وليه كانوا عايزين سيناء بالذات ؟

هل عشان هي بالنسبالهم هي أرض التيه ” مكان في سيناء رمز تاريخي ديني في العقلية الصهيونية بيستغلوه في تبرير أطماعهم في الأرض دي.

بناءا على ما سبق وبإختصار بما أنهم كيان توسعي ملوش حدود ثابتة، فهما من زمان حاطين عنيهم على مثلث سيناء وحاولوا اكتر من مرة في توسيع حدودهم عن طريق بناء المستوطنات في سيناء وقت ما حطوا أيديهم عليها وبنوا 51 مستوطنة زي مستوطنة ياميت على سبيل المثال وفرض فكرة الأمر الواقع والسيطرة على إدارة سيناء او بدل المستوطنات يخلوها دولة لها حكم ذاتي بعيد عنهم.

الفكرة قايمة على البحث عن “وطن بديل” للعرب اللي عاملين دوشة عندهم بأي طريقة – حتى لو بتدمير مدينتهم بالكامل زي ما بيحصل دلوقتي – ثم سحب ارتباطها بالمدينة دي بحيث تتحل المشكلة للابد، واستبدال العمالة العربية داخل أراضيهم بعمالة تانية – حاليا فيه مفاوضات مع الهند – ميكونش ليهم حقوق في الأرض.

بعد الضغط على مصر وتوطين السكان في سيناء هيضغط المجتمع العالمي على الإعتراف بالكيان الجديد في سيناء كمنطقة حكم ذاتي منزوع السلاح وتهجير البقية الباقية من الضفة وعرب الداخل إلى دولتهم الجديدة اللي هتفصل بين عدو محتمل اللي هوا مصر وبينهم وتكون منطقة كاشفة لدفاعات مصر بعد خسارتها للعمق الإستراتيجي لصالحهم وخسارة القضية من أساسها وهنا حق الفيتو هيظهر بكل وضوح ويرفض اي مشروع مطروح.

التذرع بالتعمق داخل سيناء لإقامة منطقة عازلة كبيرة ثم السيطرة على الممر المائي الدولي اللي هو قناة السويس بحجة ملاحقة الخارجين او منفذي العمليات داخل كيانهم المزعوم وده شيء متوقع لأن السكان مش هيسمحوا بسيطرة الكيان على أراضيهم وطبعا هتكون دي الذريعة المناسبة للتعمق داخل مصر نفسها.

السيطرة على سيناء او إقامة كيان بحكم ذاتي فيها هيتسبب في تراجع مشاريع التنمية والاستثمار في سيناء وخسارتها كواجهة سياحية وتحويلها إلى مسرح عمليات زي كردستان كدة مما هيتسبب على سحب الاستثمارات وهروب رؤوس الأموال وده هيمثل اضطراب إقتصادي اكبر من اللي إحنا فيه النهاردة.

الكيان الجديد ده هيعتبر تهديد لامنهم وبالتالي هتكون ذريعة جديدة لتدخل القوات الأجنبية في مصر ولنا فيما يحدث في صنعاء ودمشق مثالا واضحا وبالتالي العمل على فرض واقع ديموغرافي جديد تصبح مصر فيه دولة مكشوفة ويصبحون هم القوة المهيمنة على الشرق الأوسط بالكامل.

وطبعا البلد هتكون بلادهم بالكامل ومفيش حد هيقدر يهددهم لا مصر ولا غيره ومصر هتغرق في مشاكل داخلية وخارجية وجاهزيات للحرب المتوقعة ، والعرب هما كمان هيركزوا في مشاكلهم الداخلية والحفاظ على العروش ، وميبقاش فيه كلام عن حل الدولتين ولا حماية للمسجد ولا اي حاجة.

وطبعا بريطانيا – وامريكا وريثتها – بتدور على مصالحهم التجارية في المرور المائي والسيطرة على التجارة البحرية والسيطرة على حقول الغاز والنفط ومعادن سيناء وضمان وجود حليف دائم ليهم في المنطقة لضرب مخططات السوفييت سابقا – الصين حاليا – وضمان عدم صعود قوة تهدد المصالح دي للابد.

كل المخططات دي راحت بعد حرب ١٩٧٣م لما اخدوا على عينيهم واضطروا لتوقيع معاهدة السلام وسلمولنا سيناء لكن نفس الكلام اهوه بيتكرر النهاردة وبضغط أمريكي غير مسبوق لقبولنا الصفقة وتنفيذ المخطط زي ما كان مطروح قبل العبور.

فهمت دلوقتي – بناءا على المخططات السابقة والوثائق – ليه عايزين ينفذوا المشروع بأي شكل وليه حاليا بيحولوا القطاع إلى ركام غير قابل للحياة ؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!