إسماعيل السيد
“أن تُجيد مُعظم الأشياء،
أو كلَّها إلا قليلًا،
بمعنى:
أن تُجيد ثلاثة أرباع الحِرفة بإتقان،
وتُفسِح لخيالك المجال في الربع الأخير،
فهذا لا يُحسب عليك فشلًا.
نقصُ الإجادة هو إفساحٌ للإبداع في “الرُّبع الخالي”.
هؤلاء الذين يدَّعون الفشل، هم في الحقيقة ناجحون،
أمّا الذين أتخمونا نجاحاتٍ وانتصاراتٍ وهميّة،
فقد قادونا إلى الفشل.
نِسبيّةُ الإنتصار، هي في الحقيقة نكسةٌ مدوّية.
تتوقف على كيفية ترويج وسائل الإعلام لها.
أستاذي،
الذي أفشلني في لغة الإنكليز،
قد صنع فيَّ معروفًا.
فرُبّما، لو أجدتُ الإنجليزيّة وقتها،
وحصلتُ على مجموع،
لفقدتني كشاعر!
أوائلُ الثانوية، لا نسمع عنهم إلا في حفلات الجوائز،
ثم يختفون،
لأنهم أتقنوا كلَّ أرباع الحِرفة،
ولم يُفسحوا لخيالهم المجال.
لا أراني فاشلًا،
بل هم الفاشلون.
حين تجذبني فلسفةُ القصيدة إلى الأعماق كدوّامةٍ مائيّة،
فأقطعُ ثلاثة أرباع المسافة،
دون أن يعنيني السطحُ بشيء،
فأتأكدُ وقتها أن الأمر لا يتعلّق بقصيدة،
بقدر ما يتعلّق برؤيةِ شاعر،
أتقن في “الرُّبع الخالي”.