التقرير بقلم: الشيماء أحمد عبد اللاه
في إطار دعمها المتواصل للأقلام الواعدة والنصوص الأدبية ذات الطابع الإبداعي المتجدد، أعلنت دار فصحى للنشر والتوزيع عن انضمام كتاب “سارح في الملكوت” إلى إصداراتها الحديثة، وهو العمل القصصي الجديد للكاتب محمد سعد شاهين، والذي يأتي ضمن رؤيتها في تعزيز مسارات الأدب العربي المعاصر والاحتفاء بالأعمال التي تحمل بعدًا جماليًا وروحيًا مميزًا.
“سارح في الملكوت” ليس مجرد مجموعة قصصية تقليدية، بل حالة أدبية شديدة الخصوصية، تتداخل فيها الصور مع الأحلام، وتتماهى فيها اللغة مع الإحساس، في توليفة تُقارب الشعر من حيث النَفَس والتصوير، والسرد من حيث التماسك والبناء، كل نص يحمل خلفه تأملًا عميقًا وسؤالًا كبيرًا عن الحب، والحياة، والمعنى.
يفتتح شاهين مجموعته بلوحة سردية باذخة يقول فيها: “كأنها لوحة خرجت من قلب الزمن، بملامح من نورٍ وظلال، تأسر القلب قبل العين…”، جاعلًا من الجمال العابر مدخلًا لحكاياته، ومن الحنين مسارًا يتسلل عبر السطور، النصوص تبدو كأنها وُلدت من صمت طويل، وصياغة أخلصت للتفاصيل دون أن تفقد دهشة اللحظة.
ما يميز الكتاب هو ذلك المزج الرفيع بين الرؤية الفلسفية والروح الحُلمية، إذ يكتب شاهين من مساحة داخلية صادقة، تُحاكي المشاعر العميقة وتخاطب القارئ لا بعقله فقط، بل بقلبه وخياله، إننا أمام تجربة ناضجة، رغم بساطتها الظاهرة، تجعل من كل قصة مرآة لذاتٍ تبحث عن نورها في العتمة.
بهذا العمل، يرسّخ محمد سعد شاهين حضوره في المشهد الأدبي كصوت سردي جديد يستحق التأمل والمتابعة، فيما تواصل دار فصحى رهانها على الأدب الذي يُحسن الإصغاء إلى نبض القارئ العربي ويمنحه ما يوقظ فيه الحلم والدهشة.