ابداعات

غُـربـة

 

 

آلاء شعبان 

 

ما بين كل حالات المجتمع وأحواله، استوقفني شعور الفراق عند محبوبٍ، ولم يكن أي محبوب

 كان زوجها، قرة عينها، وحبيب فؤادها، لم أسمع منها مجرد آهات أو دموع، بل سمعت قلبًا يتمزق أشلاءً على فراقه.

 

رنّ هاتفي فجأة، ولأول مرة لم أتركه على وضع “الصامت”، سارعت بالرد حين رأيتُ اسم المتصلة، ولم أسمع سوى صوت مختنق بالبكاء… بكاء لا يشبه أي ألم، فهمتُ الموقف دون شرح، فالفراق ليس له رد، ولا كلمة تعزّي حقًا

 

أغلقتُ المكالمة، ولم تكن المتصلة مجهولة بالنسبة لي، أعرفها جيدًا، وأعرف ما ألمّ بها؛ إنه زوجها، حتى لو لم تكن علاقتهما على أفضل حال، إلا أنه كان قرة عينها، وسند قلبها

 

كانت تصف لحظة الفراق وكأنها يومُ النَوى شديد، يوم غطّى حياتها ظلامٌ دامس

 

كانت تحكي وكأن الألم جرحٌ غائر لا دواء له، وبرغم البعد، فهو حاضر بكل ثقله

كانت تصف الفقد والاشتياق وكأنهما زلازل هزا روحها، كأنها أعاصير التيفون التي لا يقدر عليها إلا الله، أعاصير من الشوق اجتاحت قلبها حتى جعلتها تنسى الناس والأشياء، وتعيش وحدها مع الذكريات.

 

وعلى حين غفلة،

سرقت قلبي كلماتها دون أن أشعر رأيتُ فيها حبًا صادقًا، أعمق مما يُقال

رأيت ألم الفراق، 

ورأيت حب الزوج الصادق.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!