ابداعات

قطار

 

إسماعيل السيد 

 

قطارٌ آخرُ يمرُّ…

لا عليكِ

الثلاثيني لا يُجيدُ الهرولةَ خلف القطاراتِ النافقةِ

ويتركُ مقعدهُ خاويًّا

يُعلِّقُ ساعتَهُ بمُنتصفِ الحُزنِ لتُشيرَ لِعالَم

“قد بلغَ مِن الكِبَرِ عتيًّا”

لم يبقَ الكثيرُ من الوقتِ لنسألَ في المحطّةِ الخاوية

عن موعد القطارِ الذي

رُبًما يأتي..رُبّما مرَّ

لا عليكِ

الرحلةُ قادمة 

والأربعينيُّ ليس مطلوبًا للتجنيدِ أو الحُلمِ

والحربُ لن تنتهي بيننا

لستُ بذيئًا!

لأذكُرَ والدتِكِ كَسُبّةٍ 

لا معنى لها سوى أنّها أنجبتك

فقط سأتركُ مقعدي لِرَجُلٍ آخر 

أدركَ القطارَ مُبكُّرًا

لا عليكِ

“الشُّعراءُ يملكون وسائلَ أُخرى للسفرِ”

 

قالت لي العصفورةُ

أنَّكِ بخيرٍ

ترسمين شفتيه بفنجانِ قهوتِكِ الصباحيّةِ وتُقبّلي الفنجانَ على أنغامِ أُغنيتِكِ المُفضّلةِ

العصافير التي تملك أجنحةً أقصرَ من المسافةِ بيننا

 تُخبرُني الكثيرَ من الأشياء الكاذبةِ

لتسرقَ أكلَ الحَمَامِ من سورِ شُرفتي

٠٠٠

الحَمَامُ الذي توقّفَ عن كونِهِ زاجلًا

مزّقَ رسائلَ الجاسوسيّةِ واكتفى بوضعِ صورتِهِ رمزًا للسلامِ

بعد أن ألصقَ تُهمةَ الوشايةِ بالعصافير

ووضعَها وشمًا على قفا مُخبري شيخِ الغَفرِ

٠٠٠

الطفلُ الذي اشترى له أبواه بُندقيّةً لصيدِ العصافير

لا يشربُ القهوةَ في الصباحِ ولا يحبُ الموسيقا

قالت لي العصفورة أنّكِ لستِ بخير

وأن الصبي سيكبرُ مع بندقيّتِهِ ليُصبحَ شيخًا للغَفرِ

ثم توقّفت عن الزقزقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!