لستُ بخير

إسماعيل السيد 

صباح الخير 

لست بخير 

ولا يمكنني أن أكون بخير 

تمنيت أن يرحل جميع الحمقى وتبقى هي 

فبقي الجميع ورحلت هي

تمنيت أن أصل إلى شاطيء ما لاستريح من تعب العمر لا وصلت إلى شاطيء ولا غرقت لاستريح

تمنيت أن أعيش كما يجب

وها أنا أسلك منعرجات أكرهها أصعد على سلالم النفاق ها انا مسخ آخر ينضم إلى الأخرين لا أختلف إلا في ثرثرتي

تمنيت أن تركع لي الحياة وها أنا أجثو مستسلمًا أنتظر رصاصة الرحمة منها تاخرت رصاصتها نازية الحياة متسلطة كأنثى غاضبة تبحث عن انتقامها

تمنيت أن أكون أنا 

لا استطعت أن أكون أنا ولا استطعت أن أكون هم

تمنيت أن تكون هويتي مبادئي وها أنا أحرق هويتي أتجرد منها لا أريد اسمًا لا لقبًا لا عمرًا لا شكلًا لا وجودًا أيضا فوجودي ثقل على نفسي 

تمنيتُ لو التقينا في ساحة حرب

جلسنا نؤرخ قصتنا على مرمى النيران

قاتلنا بشراسة

ليس لاجل الوطن بل لروعة القتال معًا

قاتلنا واحتفظ كل واحد منا بالرصاصة الأخيرة لنفسه 

لنطلقها على رؤوسنا 

إن أجبرنا على الإنفصال 

تمنيت 

وتمنيت 

وها أنا أشطب جميع أمنياتي 

وأحرق دفاتري لأغلق أبواب التمني 

عسى أن أجد السلام.