مروة صلاح
“موسيقار الأجيال” لقب أطلق على واحد من أهم وأكبر الموسيقيين في تاريخ مصر والشرق الأوسط، واحداً من أهم ما أنجبته مصر في تاريخها الفني الكبير والممتد، أنه الموسيقار محمد عبدالوهاب الذي عاصر عدة اجيال موسيقية
وكان سعيد الحظ من عمل معه وشاركه الرحلة الطويلة من العطاء في تاريخ الفن المصري والعربي، وتحل اليوم ذكرى وفاته حيث خسرت مصر عمود من أهم أعمدة الفن.
من كثر عشقه للفن ترك دراسته وحاولت أسرته على مدار سنوات كثيرة إعادته إليها لكن عشقه للغناء والفن لم يغير رأيه في هذا القرار.
كان صاحب التطور الموسيقي في كل المراحل :
جاءت شهرة ونجاح عبدالوهاب ليس فقط في موهبته بل كان من خلال تواجده المستمر حتى آخر أيام حياته وما صنعه من تطور كبير وملحوظ في الغناء وما قدمه لأجيال مختلفة ومعاصره، بدأ مشواره الفني في العشرينات وامتد حتى أواخر الثمانينات.
كانت بدايته مع الشاعر أحمد شوقي تميمة الحظ له حيث كان أحد أسباب شهرته، ليصبح في فترة الثلاثينات والأربعينات واحدا من أهم نجوم الغناء في مصر، وكان هو أول من قدم الأغنية القصيرة، وصار على ضربه كلا من ليلى مراد ومحمد فوزي وفريد الأطرش.
لفت أنظار مخرجي السينما في وقت قصير:
وكان لنجاح محمد عبدالوهاب أثر كبير في لفت أنظار مخرجي السينما إليه في حقبة الثلاثينات، وقدم مجموعة كبيرة من الأفلام على غرار “الوردة البيضاء” و”دموع الحب” و”يحيا الحب” وفي الأربعينيات “يوم سعيد” و”رصاصة في القلب”، لم يكن النجاح الكبير الذي حققه عبد الوهاب خاص بالتمثيل فقط لكنه امتد إلى الموسيقى التصويرية وتلحين الأغنيات سواء في أفلامه أو في أفلام زملائه.
40 عاماً من الحرب بين عبدالوهاب وأم كلثوم:
وفي عام 1927 شهد الوسط الفني ملحمة حربية كبيرة بين موسيقار الأجيال محمد عبدالوهاب وكوكب الشرق أم كلثوم، وكانت بداية الحرب عندما قام عبد الوهاب بتلحين أغنية ” غاير من اللى هواكي” ورفضت أم كلثوم غنائها ليقوم هو بغنائها ومن هنا بدأت الحرب بينهم.
وبوفاته فقد الفن المصري واحداً من أهم تراثه الموسيقي، الذي غير ووضع بصمته في الأغنية العربية والموسيقي التصويرية، لكن يظل الأرشيف الكبير الذي صنعه باقي وبقي معه لقب “موسيقار الأجيال” له هو وحده.