ابداعاتتقارير

“أحمد عادل يونس.. شاعر الظلال العميقة ومرايا الروح”

تقرير: الشيماء أحمد عبد اللاه

 

حينما يتحول الألم إلى قصيدة، وحين تنسج الأحلام ظلالها على الورق، يظهر أحمد عادل يونس، شاعرًا شابًا يمتلك قدرة نادرة على التقاط ما تخفيه زوايا الحياة من مشاعر وأحداث. في ديوانه الأول “أغمق درجات الأسود”، يقدم يونس رحلة متعمقة في عالم الحزن والغموض، لكنه لا ينسى أن يترك بصيصًا من الأمل بين السطور.

يرى أحمد عادل يونس الشعر وسيلة لتوثيق التفاصيل التي غالبًا ما تغيب عن أعين الآخرين. يقول: “خرجت من الكادر الواقعي للنظر إلى ما بين السطور، لأكتب عن الكواليس والأحداث التي لا تُوثَّق.” في “أغمق درجات الأسود”، يستخدم اللون الأسود كرمز يجمع بين الحزن والغموض، ليخلق حالة شعرية تعكس الألم الإنساني بأشكاله كافة.

 

رحلة أحمد يونس مع هذا الديوان لم تكن سهلة، فقد واجه صعوبات حالت دون نشر العمل في عام 2018، لكن هذه التحديات منحت قصائده قوة إضافية، من بين قصائد الديوان، تظل “البريء” الأقرب إلى قلبه؛ لأنها توقظ داخله المشاعر ذاتها التي عاشها أثناء كتابتها.


يُعبر أحمد عادل عن إيمانه بدور الشعر في معالجة القضايا الإنسانية، مؤكدًا أن الشعر “لسان من لا يستطيع التعبير.” رغم تطور التكنولوجيا، يرى يونس أن قوتها تكمن في توسيع دائرة الوصول، لكنها قد تطمس أحيانًا الموهبة الحقيقية في ظل عالم مزدحم بالأفكار.

يتمسك الشاعر بأهمية الكتابة الورقية، معتبرًا أن قوة الكلمات تتجلى بشكل أعمق على الورق، يقول: “الكتابة لا تُملك قوتها إن لم تكن على ورق، والقراءة كذلك.”

يشير أحمد عادل يونس إلى أن طريقه ما زال طويلًا، ديوانه القادم جاهز، لكنه ينتظر الفرصة للنشر، يقول بثقة: “من خمس سنوات، كتبت أنني سأكون شاعر جامعة الأزهر، وسأُقيم حفلات شعرية، وأنشر ديواني الأول. بفضل الله، فعلت ذلك، والطريق أمامي مفتوح لتحقيق المزيد.”

يختم أحمد يونس حديثه بحلم بسيط لكنه عظيم: أن تصل كلماته إلى من كُتبت لهم، وأن يجد في كل قارئ صديقًا لا يراه،
أحمد عادل يونس ليس مجرد شاعر، بل هو سفير للألم الإنساني، يحوّله إلى فن ينبض بالحياة والأمل.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!