آلاء شعبان
لماذا نبحث عن من يحتوي ضعفنا؟
ربما لأننا مررنا بيومٍ لم نكن بحاجة لأي شيء، سوى حضنٍ آمن، أو شخصٍ يكون بجانبنا إلى أن نهدأ.
ربما بسبب وحشة أفكارنا وتضاربها، كأنها أمواج تتلاطم، كنا فقط نبحث عن ملاذٍ آمن نُسند عليه رأسنا من ثقل التفكير. ففي حياة كلٍّ منا ضعفٌ لا يقدر على إخفائه، ولا يملك شخصٌ وقتها أن يكمل الحياة وحده.
في هذا الوقت تكون أرواحنا هشّة، لا نحتاج سوى من يحتضن هذا الضعف، لا من يصلحه.
هؤلاء الأشخاص الذين لديهم استطاعة في احتوائنا وقت ضعفنا، وليسوا ممن يُلقون اللوم ويقلبونه كأنه عتاب.
فمن يفهم الاحتواء على أنه نصائح وجلدٌ للذات، فأعتذر لك… أنت مخطئ تمامًا.
الاحتواء يعني أن تكون مدركًا لضعفنا، ثقلنا، دموعنا، ترددنا… كل شيء.
أن تكون ممن لا يسخرون من مشاعرنا، أو يقابلونها بمشاعر باردة تُحطم ما بقى فينا.
عليكم أن تتركونا نتنفس.
أنا أرى الاحتواء حضنًا دافئًا من ثقل الدنيا، يسندنا وقت الانهيار، كلمة طيبة تزرع داخلنا الطمأنينة، صوت مطمئن أشبه بضوءٍ دافئ في ليالٍ قارسة البرودة.
وكما قال أحدهم:
“حينما يأتي أحدهم لاجئًا إليك، فأحسن احتواءه وأكرم قلبه. فما أتاك إلا لأنه رأى فيك الأمان.”
وفي مثل هذا الزمن، نادرًا ما نلتقي بشخصٍ يحتوينا بدون شروط.
فإذا وُجد في حياتكم، عليكم التمسك به والمحافظة عليه، ولا تطلب منه شيئًا، فقط أخبره أنه القوة والأمان بالنسبة لك.
ويبقى الاحتواء فنًّا، لا يجيده إلا من عرف معاني الحب والعطاء.