✍️ يوحنا عزمي
كيف تصنع أمريكا حروبها .. ولماذا مصر هي الهدف القادم؟
في دهاليز البنتاجون ، وتحديدًا عام 1962، اجتمع جنرالات الجيش الأمريكي مع ضباط وكالة المخابرات المركزية وقدموا للإدارة خطة شيطانية بعنوان : “عملية نورث وود”.
خطة تقترح تنفيذ هجمات إرهابية داخل أمريكا نفسها ، تشمل تفجير طائرات ، وإغراق سفن ، وقتل مدنيين أمريكيين ، ثم تحميل كوبا المسؤولية لتبرير غزوها وإسقاط نظام كاسترو.
الصدمة ليست في جنون الخطة ، بل في كونها وثيقة رسمية وقعها رئيس هيئة الأركان الأمريكي بنفسه ، وتم توجيهها إلى وزير الدفاع.
هذه الوثيقة ، التي تم رفع السرية عنها في 1998 ، كشفت بوضوح :
حين تعجز أمريكا عن إيجاد مبرر للحرب .. تصنعه
منذ ذلك الحين ، تحول “اختلاق الذرائع” إلى عقيدة أمريكية :
في فيتنام : فُبركت حادثة خليج تونكين.
في العراق : كذبة أسلحة الدمار الشامل.
في أفغانستان : استُثمرت أحداث 11 سبتمبر.
في أوكرانيا : تم استفزاز روسيا حتى تتحرك ، ليُصور الرد كعدوان.
واليوم ، في غزة ، بدأت الأسئلة تتصاعد :
هل كانت إسرائيل غافلة فعلاً عن “طوفان الأقصى”؟
أم أن هناك من سمح بالضربة ليبرر اجتياح القطاع؟
وهل تم استثمار الحدث لتمرير مشاريع التهجير إلى سيناء ، والضغط على مصر تحديدًا؟
الآلة الأمريكية لا تُجيد الحرب فقط .. بل تُجيد صناعة الرأي العام.
وقد عبر وزير الدفاع الأسبق دونالد رامسفيلد عن هذه العقيدة بقوله الصريح :
“كسب الرأي العام .. هو كسب الحرب”.
من هنا ، أصبح الإعلام الأمريكي والأوروبي جزءًا من المعركة.
في حرب الخليج ، إلى في غزو العراق ، إلى التي روجت لوجود أسلحة دمار شامل ، وصولًا للإعلام الأوروبي الذي يصور بوتين كأنه هتلر الجديد ، وللمنصات التي تتهم مصر اليوم بأنها تساهم في تجويع غزة.
كلها أدوات في أكبر ساحة قتال غير معلنة :
“الحرب على الوعي”.
لكن .. لماذا مصر؟ ولماذا الآن؟
المؤشرات واضحة :
1. محاولة خلق أزمة على حدود مصر الشرقية.
2. استفزاز الجيش المصري لجره إلى تحرك يُصور عالميا كعدوان.
3. فرض عقوبات اقتصادية.
4. تشويه صورة مصر في الإعلام الدولي.
5. تفجير الداخل المصري من خلال حملات ممنهجة لبث الغضب والتشكيك في القيادة.
كل هذا بهدف تعطيل المشروع المصري بقيادة السيسي ، والذي تجاوز الخطوط الحمراء وكسر قواعد اللعبة الإقليمية المفروضة منذ عقود.
لكن هل ستبتلع مصر الطُعم؟
الجواب أتى عبر الميدان :
ما حدث في ليبيا وسيناء والسودان وسد النهضة ، وأخيرًا في غزة ، أكد أن الجيش المصري لا يتحرك بالعاطفة.
وأن الدولة تدرك تمامًا حجم المؤامرة.
وأن الرأي العام المصري ، رغم كل الضغوط ، يميز بين العدو والصديق ، ويفهم أن المعركة أكبر من مجرد أخبار عابرة.
الحرب لم تعد فقط على الأرض .. إنها في الإعلام ، في السوشيال ميديا ، في المدارس ، وفي غرف الأخبار.
وما لم ننتصر في معركة “الوعي”.. لن ننتصر في أي معركة أخرى.
والسؤال الآن لكل قارئ :
هل ستُصدق ما يُقال لك؟
أم أنك ستتوقف ، وتتأمل ، وتفكر :
لماذا الآن؟ ولماذا مصر؟
الوثائق لا تكذب .. أمريكا تُدير الحروب من خارج الميدان ، وتنتصر قبل أن تُطلق أول رصاصة.
لكن هذه المرة ، سلاحهم الأهم هو “عقلك”. فلا تُسلمه طواعية.