سُلامى نبيل
كنت عصية المشاعر، متبلدة الأحاسيس، والمنطقية تأخذ مني الحيز الأكبر، الأعين كلها كانت تتربص بي، جميعهم يريدون أن يروا هذه عصية الحب، كيف ستكون إذا وقعت في الحب؟
لم أكن أتخيل أنني سأدعهم يرون هذا المشهد يومًا من الأيام، لذلك كنت أتحاشى التعامل مع أي طيف من الجنس الآخر، حتى أنني كنت أرفضهم بجسارة، وبعسارة.
حتى دقت ساعة الصفر، لا أعلم أهذه كانت ساعة البداية؟ أم ساعة النهاية!
هل هي نهاية كل ما سعيت من أجله؟
أم هي بداية لشيء جميل لم يكن بالحسبان؟
لأول مرة أتلذذ بحديث مع مخلوق من جنس آدم، لأول مرة أبتسم بحب، وأنظر بحب، وأتحدث بحب!
لأول مرة أشتاق، وأنتظر، لأول مرة أتمنى قرب أحد بهذه الطريقة.
كنت أشعر بالضيق من نفسي، ولكن مع زيادة حجم الحب، الذي لم أعد قادرة على كبح جموحه داخلي، حتى الضيق تلاشى ولم أعد أشعر به!
آكل، فيمر طيفه على ذهني فجأه فابتسم.
أكتب، فيقبل خياله قلمي فابتسم.
أتحدث، فيقاطعني في رأسي اسمه، فابتسم.
أذهب إلى النوم، فأرسم ملامحه على الحائط الذي بجانب سريري، فيطمئن قلبي، فأبتسم.
أنام، فأراه في حلمي ينتظرني، فأبتسم.
أهذا هو الحب؟
أشعر أنني مقيدة، كي أكون صريحة، يروقني هذا التقيّد، يشعرني براحة تفوق راحتي بالحرية!
أيمكن أن يسعد الإنسان لأنه أصبح مكبل بجنازير الهوى؟
بل ويشعر برقة النظر إلى الآثار التي تضعها هذه الجنازير على روحه!
أيمكن أن يستلذ برصاص الشوق على قلبه؟
بل وأحيانًا يستجديه بنفسه إذا تأخر هو عليه!
أو أن تحرقه نار كان هو مصدر وقودها؟
أو يتألم من الجلدات التي تهبط عليه جلدة تلو الأخرى، مع أن السوط بيده!!
هل عصاني الحب؟ بينما كنت أحسب أنني أنا من أعصيه!