ابداعات

..عندما يُلبسُني الشتاء ردائه

‌⁩بقلم / انتصار عمار

 

أتى الشتاء بابي طارقًا، وما كنت أخشى إلا لقياه 

 

حينما يأتيني حاملًا حقائب الماضي، ودفاتر الذكريات ،وصورًا لعالم خيالي كنت أتمناه 

 

ممسكًا بيده باقات الزهور التي لطالما أينعت في ربوعك 

وتزينت بشذى عبيرك في نهار ينتظر ليلاه 

 

ما كنت أخشى الشتاء معك، ولا أخاف برودة ليله، فدفء كلماتك كان يلتف بي، يُحيطني من كل اتجاه

 

وما كانت الأمطار إلا زخات تداعبني، وقطرات تعانق وجنتيّ ،حينما يلوح لي السحاب بيديه

 

كي آتيه وألهو معه، ويعلو فوق المطر، فيطفو أعلاه  

 

لكني كنت أنتظرك،

أنتظر الذي سافر وراء ستار الليل تاركًا

خلفه ربيعًا يبكي ومضى، فما الذي كنت تأباه ؟

 

ربيعًا كنت طول أعوامي، ما حيت أوراقي إلا داخلك، لم هجرت ؟

 

وجعلتني أحيا شعورًا ما أقساه !

 

أحيا ألم الماضي، وأخاف جديد أي معاناة 

مع قادم لا أعلمه، غيب في سماء الإله 

 

مازلتُ أحيا جراح بُعدك ، مازلتُ أكتوي بنيران هواك

 

وكيف لي بهوىً مثل هذا أنساه ؟

 

عندما كانت تُشرق شمسي في عينيك، أرى الصباح ما أحلاه!

 

ويدق بابي مرسال هواك، وتعانقني رسائلك وكل حرف تكتب أحياه

 

مازلتُ أنتظرك يا ربيعي، حتى لا أخاف 

الشتاء عندما يُلبسُني ردائه ،وأنتظر صيفي داخلك،ليعصف بما أدناه

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!