ابداعات

وجع الحاضر

 

ندى أحمد 

 

ينتابني الحزن و اليأس حينما أرى الشباب اليوم متواجدين على الأرصفة منهم من ليس له أهل ولا بيت ملجأه الوحيد ربهُ والرصيف الذي يجلس عليه وإذا زاد الوضع اتجه إلي الإنحراف، ومنهم كان يبحث عن عمل ولم يجد فيعود خائبًا على نفس الرصيف، ومنهم من يعش أحلام اليقظة وهو يتخيل كل ما يتمناه سيحدث ولكِنه لم يُكلف نفسه بالنظر إلي جانبه سيجد أن تلك الأشخاص كانت لديهم أحلام أيضًا.

 

كلًا منهم يُحارب من أجل شيء ثمين مثل الذي وُلد يتيمًا أو تخلى والديه عنه بسبب الظروف المادية أو قسوة القلب يعش فقط لأجل قيمته و أنه مثل باقي البشر له أماني يُود أن يحققها أبسطها أن يكون مَرْئي، يحتويه بيتًا دافئًا وشخصًا حنون.

 

وهناك من كان مُنعم في يومًا ما لا يحمل همًا أصبح رجلًا مسئولًا الآن، يتشبث في رقبته من يحبهم وجب عليه رعايتهم فيصبح روتينه الوحيد أن يسير في الشوارع باحثًا عن عمل يساعده على مما هو مُقدم عليه وينتهى به الحال بالرجوع عاجزًا بلا فائدة تُذكر وذلك ما يؤلمه.

 

 

وفي زاوية أخرى يوجد من تغلبت عليه أحلام اليقظة تجعله يغفو كل يوم إلي أن يفيق على واقع أليم بأن ما رأه الأمس لم يتحقق فَ يغرق أكثر في الوهم وهو معتقد أن بلاده حينما ترى الرغبة التي تشع من عينيه تنفذ فقط وكأنه الحاكم وهما الشعب مسكين لا يعي بأن التمنى فقط لن يجعله أمير على عرش النجاح لابد أن ينحت في الصخر، تنجرح يده وتنزف دِماؤه اليوم ليراها الغد ورودًا متناثرة أمامه.

 

  القيمة، العجز، الوهم جميعها حروب مختلفة ألقت بهم على نفس الرصيف بنهاية واحدة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!