ابداعات

“عنوان آخر” 

 

لجين سامح 

 

إلى الرجل الذي أعارني جناحيه حين بترت يداي،

اتمنى أن تكون بخير في عزلتك الأبدية

 

أن لا تخنقك الحياة، وأن لا يضيق الكهف الصغير الذي يحيط بحنجرتك

 

أخبرتني يومًا ما أنك تهوى الوحدة،

لكنك.. أردت البقاء جواري رغم كل ذلك

 

أنك تخشى المفرقعات العاطفية،

لمسة اليد،

تلألأ العينين،

والرجفة في القلب

 

لذا أهديت لك بعدي،

وأخفيت مشاعري داخل جرحي الصغير..

 

أهديت لك وحدتك،

بانسحابي عنك

 

وسلبتُ مني وجودك،

الذي نغص على الحزن الحياة..

 

 أذكر حين كتبت لي في آخر رسالة: 

” عزيزتي..

أنا رجل معطوب،

لا أستطيع أن أقع في حب امرأة..

 

لأن الوحدة تخنق ضلعي،

ولأن مزاجيتي المفرطة.. ستؤذيك، مرارًا وتكرارًا

 

ولأن كل شيء حولك،

يجعلني اتذكر الحياة..

التي لا أقوى على عيشها

 

يداي ترتجفان من وجودك،

وقلبي.. يُدمى بعدمك

 

لكنك؟ 

لا تخافين الحياة ، وأنا الرجل المرتجف..

لا أستطيع أن أهبك حياة.” 

 

أذكر أيضًا رسالتي الأخيرة، التي طويتها بالصمت ولم أرسلها..

 

” عزيزي.

 

كان بإمكاني أن أضع عنك تلك النظارات السوداء، 

أن أمسك بيديك المرتجفتين ..

 

أن أسير معك نحو الحياة

لكنك..

رغم القلب الذي قدمته لي

 

سلبت مني حق قلبي ..

سلبت مني حق جنوحي،

وحق النسيان

 

سأبتعد،

رغمًا أن الجرح الذي في حنجرتي لا يستطيع الالتئام

رغمًا أن..

الحب الذي حملته لك، أذهبته بحماقتك أدراج الرياح

 

 

كان من السهل علي أن أهديك قلبًا،

لكن..

ما أردتَهُ .. أن أهديك بعدًا مغلفًا بكلمة “الوداع”

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!