اهلاً بِكم دعوني أُعرفكم علي أبطال هذه القصة
“الأب” طبيب متزوج ولديهِ أربعةُ أبناء ولدان وبنتان ويبلغُ مِن العُمر إثنان وخمسون عاماً.
“الأم”ـ ربةُ منزل تحمل كُل الحب لِأبنائها.. عيناها زرقاوتين… وبشرتها ناصعة البياض وروحها حلوة.. وتَبلغُ مِن العمر ثلاثُُ وأربعون عاماً.
‘يُونُس”ـ الأبنُ الأكبر مُتزوج ولديه طِفلة مازالت في المهد أسمُها “عائشة”…تخرج من كلية الحقوق.. ويبلغُ مِن العمر خمسة وعشرون عاماً.
“خالد”ـ طالب في المرحلةِ الثانوية… طويل القامة سمراءُ البشرة…. ويبلغُ مِن العمر سبعة عشر عاماً.
”فاطِمة”ـ الأبنة الوسطي في المرحلة الإعدادية عيناها جميلة وروحها مَرِحة…وتبلغ مِن العُمر ثلاث عشر عاماً.
“رُقية”ـ الطِفلة المُدللة وهي الإبنةُ الصُغري مازالت في الروضة وتبلغُ مِن العمر خمسة أعوام .
“العَمُ صالح” جارنا الطيب يسكن بالعمارة المجاورة لِمنزلنا لديه إبنة وحيدة وزوجته متوفاة مُنذ عِشرون عاماً.
مانحن إلا أسرةً بسيطة يجمعنا رابطٌ واحد مبنيٌ علي الحب والايخاء بيتنا يملؤه دفئ أمي ورائحة طعامها الذكيّ ودعواتُ أبي وتمتمته لله دوماً بأن يرافقنا بحفظه أصواتُ ضِحكات أخوتي الصِغار يملى روحنا ..بإختصار هذا هو بيتنا…
3:30 Am
“الأب”ـ خالد! ياخالد!! هيا إستيقظ يُابني فقد حان موعد صلاة الفجر هيا لاتتكاسل لاتُضيع هذا الثواب العظيم فهي التي ستبقي رفيقك في الدرب يابُني هيا!! .
“خالد”ـ اااه حسناً ياأبي سأنهض لكن اليوم الطقس شَديدُ البرودة وأنا مُتعبُُ للغاية.. الآن إذهب أنت وأنا سأنهض عِندما أكون بخير.
“الاب”ـ ماذا تقول يابُني ماهذا الهُراء!!.. أتُريد أن يغضب مِنَّا الله هيا إستجمع قواك واستعذ مِن الشيطان وانهض هيا .
“خالد”ـ حسناً.. حسناً ياأبي كما تُريد سأنهض واتوضأ لعل الله يجعل ثوابنا عظيم في تِلك الساعات المُباركة .
ذهبنا أنا وأبي إلي المسجد المُجاور لمنزلنا وفي طريقنا قابلنا “العم صالح ” جارنا الذي يقطن بالعمارة المجاورة لمنزلنا.
كان يمسك بيده سِبحة يذكر بها الله وباليد الاخري العصاة التي يتوكأ عليها.
إنحناء ظهره يَدل علي كم الهموم التي علي عاتقيه والتجاعيد التي تملئ وَجههُ تدل علي أنه عاش ماقد يكفي ليُدرك مُعاناة الحياة خاصة بعد فقده لزوجته في حادث مُنذ عشرون عاماً.
فقد كانت تَجمعهما علاقة حب قوية جداً ووفاء هذا الرجل الذي إلي الآن لم يتزوج ويبقي يزور قبرها كل يوم
“الاب”ـ “عَم صالح” اهلاً بِكً يارجل أين أنت إنقطعت أخبارُك مُنذ مُدة وقلِقنا عليك كثيراً كيف حالك أيها الرجل الطيب !؟.
“العم صالح”ـ اهلا بك ياعزيزي كيفك انت والاولاد أنا بخير الحمد لله عذراً فقد سافرت إلي البلدة ِلازوج إبنتي الوحيدة عسي الله أن يُفرحنا بخالِد قريباً.
خالد بعد إن إحمرت وجنتاه مِن الخجل.
ـ إحم إحم بارك الله لَكَ ياعم ورزقك الخير كله وبارك لنا في عُمرك ياطيب… نحن ذاهبون لنصلي فهل تأتي معنا!!؟.
“العم صالح”ـ بالطبع يابُني سآتي لعل الله يُريح قلبي مِن تلك التمتمات الخفية التي اشكو له بها كل ليلة. هيا بنا..
ذهبنا جميعاً إلي المسجد وإنتهينا من الصلاة وكل مِناَّ إنصرف إلي حال سبيله وعُدنا إلي المنزل .
“الاب”ـ إحم إحم صباحُ الخير يازوجتي العزيزة كيف حالك ماهذه الرائحة الطيبة امممم وماكُلُ هذا الطعام الشهي سًلمت يداكِ ياحبيبتي.
“الام”ـ بارك الله لك ياعزيزي هيا إجلس على السُفرة وأنا سآتي بالفطور هيا …. هيا اسرعوا ياأولاد الطعام سيبرد!!
“فاطمة”ـ إياك ياخالد!! إياك أن تفعل أنا أُحذرك سأبرحك ضربا هاا.. لاتأكل قبل أن تغسل يدك جيداً هيا إنهض.
-ماذا ستضربيني أنا هاها الا تعلمي أيتُها المُشاكِسة انني أكبرك باأربع سنوات حسناً سألَقنكِ درساً قاسياً تعالي إلى هُنا هيا!!
“الام”ـ يااولاد كُفاه عِن الشِجار كفي أصبتم رأسي بالدوار وأباكم سيغضَبُ عليكم حتماً هيا إصمُتا.
“فاطمة”ـ حسناً ياأمي نَحنُ آسِفان لن نُكرر هذا مرة اُخري.
“رُقية”ـ صباحُ الخير ياأمي أين دُميتي بحثتُ عنها ولم القاها بجانبي.
وأيضاً أنني أشعرُ بالجوع كثيراً
“الام”َـ صَباحُ الخير ياصغيرتي المُدلله هيا هيا لنأكل أولاُ ولاتحملي هماً لا أُريد لتِلك العينين اللاتان تُشبه اللؤلؤ أن تبكي أبداً إهدئي ياصغيرتي سنجدها لاتقلقي.
هيا فلتُعطيني قُبلة….امممم.. فلتفتديك أُمك علي هذا الوجه الجميل
“رُقية”ـ حسناً ياأُمي أنا أُحِبك كثيراً
“الأم”ـ وانا أحبك كثيراً ياطِفلتي المُدلله
“يونس”ـ صباحُ الخير جميعاً يبدو أنكما بدأتم طعام الإفطار بدوني أنا جائع للغاية أين حِصتي
“الأُم”ـ لاتقلق ياعزيزي فحِصتُك محفوظة لك ولزوجتك هيا اجلسا هيا.
“يونس”ـ أدامك الله فوق روؤسنا دائماً ياأمي
“الأم”ـ أدامكم الله جميعاً ياعزيزي
وأثناء تناول الفطور حدث شئ غريب فجأة صوت يأتي مِن الشقة المُجاورة طالباً للنجدة… النجدة!! النجدة!! اسرعاه بسرعة اااه اااه
اسرعنا كُليّنا وصُدمنا مِن هول المنظر فما رأيناهُ هو
