قصص

رياح خفية | الجزء الثاني

النجدة!!
أسرعوااا

صوت الصياح يزيد والصُراخ يعلو أكثر فاكثر تركنا الطعام وركضنا بِسرعة لنري ماذا حدث .
ياإلهي!!!
ماهذا قد إندلع حريقْ في الشقة المجاورة التي تقطُن بها جارتنا وزوجها وإبُنها الوحيد.

“أم مُحمد”ـ النجدة اسرعوا…
مٌحمد يامُحمد إسترد وعيك وإستجمع قواك يابُني هيا يابُني افتح عيناك .
ماذا سأفعل أنا بِدونك
ياإلهي !! ساعدنا لاتُفرقني عن فلذة كبدي يارب فلتفديك امُك ياصغيري هيا .

“العم فؤاد”ـ كُفي عن الصُراخ يا أمرأة إبنُنا سيعيش حتماً .
وينهض هيا يابُني لاتمزح هيا إنهض قُم يامُحمد حُباً في الله هيا.

“الاب”ـ ياخالد!! …خالِد !!…… يايُونس !!
أسرعوا هيا أطلبُا الإسعاف هيا.
إخلوا المنزل فوراً وإلا ستاصبوا بالإختناق جميعاً هيا
يايُونس أنت أيضاً أطلب رجال الإطفاء فليسرعوا ويأتوا هيا.

أسرعنا جميعاً إلي المشفي برِفقة محمد وذَويه
طالبين مِن الله أن يرفع عنه البلاء ويُرد إليهم قلبهم مرة أخرى.

ـ لاتخف ياعم فهو بين يد الله سيُنجيه حتماً لاتقلق إدعُ له الآن عسي أن تكون ساعة إجابة

“يُونس”ـ لابأسً طهور ياعم بإذن الله تيقن مِن هذا.

“العم فؤاد “ـ مُنذ زواجنا كانت أمه تنتظر أن يَكرمنا الله بطِفل يَقر أعينُنا به.
إنتظرنا قرابة العشرة أعوام حتي رزقنا الله علي كبر. وجاءت رياحُ يوسف مُبَشِرة إيانا.
وفور ولادته شَعرنا باإن الله أعطانا الله عمراً فوق عُمرنا والآن هل سينتهي كل هذا بسرعة كُنت ساازوجه إبنة عَمه قريباً ماهذا الذي حل بِنا ياإلهي

“ام مُحمد”ـ ااااه ياصغيري اااه يامن تبقيت لي في هذه الدُنيا أفديك بروحي ياحَملي فليُنجيك الله ياعمري كله.

“الاب”ـ ماذا بكم ياجماعة وحدوا الله واذكروه نحن لانَملك باايدينا إلا الدُعاء فلينظر الله إلي قلوبنا ويتلطف علينا.

خرج الطبيب مِن غُرفة الفحص ليُطمئننا عسي أن يُطفئ تلك النيران التي ملئت روحنا.

“العم فُؤاد” أخبِرنا …أخبِرنا حُباً في الله ياطبيب ماذا حل بولدي!!.
ماذا حدث هل سينهض مجدداً أرجوك أخبرني أرجوك!!.

“الطبيب”ـ حسناً …حسناً إهدئوا الحمدلله قد تجاوز مرحلة الخطر.
هذا الصبي قلبه قوي كجسده تماماً إنها حالة إختناق شديدة ومرت علي خير .

والآن ضربات القلب تسير بالمُعدل الطبيعي الحمدلله سيمكث يومين فقط للإطمئنان علي سلامته… لاأراكم الله سوءً ابدا ….عن إذنكم.

سَجدّ العم فؤاد شاكراً لله بِأن الله أستجاب لدُعائه ونَجيَّ إبنه الوحيد.
عُدنا إلي المنزل جميعاً ونحن مُتعبين للغاية.

“الام”ـ حمداً لله علي سلامتك ياعزيزي كيف حال مُحمد الآن عسي أن يكون بخير .

“الأب”ـ الحمدلله ياعزيزتي قد مرت علي خير والحمدلله.

“الأم”ـ الحمدلله..هيا إذهب لترتاح حتي لاتتأخر علي الدوام غداً.

“الاب”ـ حسناً.

ذَهبت إلي غُرفتي لِأستلقي علي سريري الخشبي سندتُ ظهري وأرحت رأسي غارقاً في التفكير فقد كان يوماً شاقاً للغاية.
أغلقتُ عيني وشَردتُ كثيراً وبدأت تِلك الرياح الخفية تُلامس وجهي ولاتقف ساكنةً أبداً.
حتي لعثمت كل ماكنت أفكر به.
……….
صوت ما قادم خطوات أحدهم تقترب ببطئ..صوت صرير الباب يُفتح أحدهم يستأذن للدخول.

“خالد”ـ من الآتي تفضل بالدُخول .

“فاطمة”ـ أنا ياخالد أريد أن أتحدث معك في أمر ما هل تأذن لي!!؟ .

ـ بالطَبع ياأختي العزيزة تفضلي هيا أفصحي عما بداخلك أيتُها المُشكاسة.

لمعان بؤبؤ عينيها ونظراتها الشاردة كانت تُفصح عما بداخلها كأن حزن العالم عالقْ في قلبها.
بدأت باكية وقالت.

“فاطمة”ـ في الواقع ياأخي إنني أشعر بضيقٍ شديد اليوم خَسرت أقرب أحبائي بسبب كلام أحدهم دفعتني بشدة وصرخت بأعلي صوتها أغربي عن وجهي ايتها اللعينة.
لاأُريد أن تكوني معي بعد الآن… شَعرتُ بالخُذلان ولملمت أشيائي المُبعثرة كذهني ورحلت.
لكن اقسم لك يااخي أنا لم أفعل شيئًا

ـ حسناً ….حسناً ياصغيرتي إهدئي لاأُريد لتلك العينان الجميلتان أن تحزن أبداً هيا أستجمعي قواك غداً سيكشف الله حقيقة الأمر وسيعوض قلبك بالخير من جديد هيا ياعزيزتي فلتضحكي .

“فاطمة”ـ حسناً ياأخي بارك الله لك وادام الله قلبك دائماً

جًلستٌ بعدها أُتمتم بكلمات كثيرة بعضُها دعواتْ مِن الله والأٌخري اماني قد بُنيت علي أملّ كاذب.

حينها غلبني النُعاس وخلدتُ إلي النوم لبِضعةَ
ساعات لا أعلم إستمرت إلى متي.
إستيقظتُ مِن نومي فجأة علي صوت الهاتف يرن مُتمتماً عساه خير إن شاء الله .

5:30 pm

“المُتصل”ـ آلو… آلو السلامُ عليكم هل خالد معي!!؟
أريدُ أن اخبرك بشئ لكن لاتحزن إنها إرادةُ الله.

ـ نعم أنا خالد ماذا حدث أرجوك اخبرني من أنت

“المُتصل”ـ حسناً أريد أن أخبرك بأنهُ……..

الجزء الأول – تابعنا في الجزء القادم

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!