بقلم: نيرة ياسر
حسنًا يا حبيب الروح، بعد تحيتي وسلامي، تذكرت عندما كنت طفلة إنه في شهر مارس حيث الربيع والطقس الدافئ، فلا خوف من برد ولا حرارة شديدة ترهقنا، أتذكر كنت بالسادس من عمري أتذكر فستاني أحمر اللون وكم كنت أنظر إلى نفسي بالمرآة به ورغم صغر سني إلى أنّني كنت أقول لأمي سأكون بعد بضعة أعوام عروس ذات فستان جميل كمثل هذا، ولكن العالم من حولي سيختلف، هكذا أخبرتني معلمتي بالفصل بأنه حين أكبر في العمر ليس فقط سأكتسب بضع الكيلو جرامات أو سيزداد طولي بل وستختلف التكنولوجيا من حولي، ووسائل الاتصال ستختلف، والتعبير عن الحب سيصبح به جزء من الزيف إلا صادقي القلب والمشاعر سيميلوا لكل ما هو قديم لما فيه من عبق الحب الصادق، سنرى حروب وأزمات عديدة، وسنمر بصعاب منها من يزيد من قوانا ومنها من سيأخذ منا ولا نسلم من الوقوع، والقوي من سيقف مرة أخرى دون استسلام.
تحدثت معلمتي كثيرًا عن تغير العالم وكل الوسائل من حولنا، ولكني لم أنتبه إليّ، سوى أنه ستتغير ملامحي وجسدي وفستاني هذا لا يمكنني ارتدائه مرة أخرى، وأنه ستختلف وسائل الحب، ولكني لا أريدها أن تختلف فهذا سيجعلني أنتظر صادق المشاعر والحب. فنرسل لبعضنا البعض الرسائل الورقيه كما أحب، حينها ابتسمت أمي وقالت كم أنتِ جميلة ستصبحي أجمل يا حلوتي وتحصلي على ما تريدين… الآن ونحن على مدخل من شهر مارس ياعزيز قلبي وحبيب روحي، تغير العالم كثيرًا من حولي، وأصبحت أرى حروب كثيرة، حتى إذا ما وجدنا حروب بين بعضنا البعض أخترع الإنسان حرب بينه وبين نفسه، أصبح العالم مخيف، تخيفنا أشياء مجهولة، أعداء صغيرة خفية تهزم وتهدم أبراج أمم كنا ننظر إليها في انبهار.
العالم اليوم، بل جميعُنا على حد سواء يشعر بالعجز، شعرت بالخوف، في أحد الليالي وطمأني وجودك وتذكرت خوفي من كلام معلمتي وكنت أخاف حينها رغم صغر سني من عدم إيجاد الحب الصادق، ولم أنتبه لبقية العالم.
والآن أدركت بأنك كل العالم وأمانه…وأنا على ثقة بالله بأنه لا شيء يستدعى الخوف على رغم أننا الآن على مدخل مارس ولا أشعر بربيع سوى ربيع قلوبنا أنا وأنت، ولا أشعر بالدفئ إلا مع رؤيتك، إلا أنني أنتظر فستاني أحمر اللون القديم بأن يتغير هو الآخر ليليق بتغير جسدي فأنظر في مرأة عينك وأراني كما قالت أمي لي في السابق.
