همسه

الوجه الآخر للصورة

بقلم: حنين فتحي

دائمًا يوجد وجه آخر لتلك الصورة التي انعكست في المرآة؛ فهي فقط عكست تلك الملامح التي رُسمت على وجهنا، ولكن ما حال ملامح قلبي الحزين التي لم تعكسها المرآة.

ذلك الألم الذي لم يظهر وتلك الأوجاع، والانكسارات، والخذلان الذي رافقني، فقط ظهرت تلك الابتسامة المزيفة، وتلك الصور التى عكست مدى السعادة التي تغمُرنا، لا أحد يعلم حقيقة الأمر.

بائع الورد ليس رومانسيًا ولا تصطحب كلمات الغزل حديثه، ولكنه جمعها لبيعها فقط، وذلك المهرج الذي صعد على المسرح ليلة أمس، الذي ملأ وجهه بتلك الألوان، ورسم تلك الابتسامة الكبيرة وتلك الحركات التي يفعلها حتى يبتسم الصغار، فهل وراء ذلك القناع شخص مُبتسم طوال الوقت مثلما يفعل على المسرح؟

لا نعلم ما هو الوجه الآخر لتلك الصورة التي نقلها لنا ذلك المهرج؛ لا نعلم بماذا مَر في يومه قبل صعوده للمسرح.

ولكن ليست الوجوه الأخرى للصورة مُخزية أو محزنة، فعندما التقطت صورة مع صديقي ونحن نبتسم بصورة رائعة، كان الوجه الآخر سعيدًا أيضًا.

فنحن نَجمع ذكريات لتلك اللحظات التي من الممكن صعوبة تكرارها.

وعندما فارقني صديقي لم يكُن الأمر له علاقة بالصورة -فقط- نحن اجتمعنا على الحُب، وكان لي خير رفيق ولكن القدر لم يجمعنا مرة أخرى، فقط ترك لى تلك الذكريات الجميلة، والصور السعيدة، وما كان خلفها من حديث مُسلٍ ومشاركته لأبسط الأشياء.

من الصعب الحُكم على الصورة، ولكن بماذا سَيُفيد حُكمنا عليها؛ علينا ترك الصور كما هي بوجهها الأول ووجهها الآخر.

اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات اطلب برنامج ويبو للمدارس والجامعات
error: Content is protected !!