هاجر متولي
هل سألت نفسك يومًا لما يخبئ عنا الله أقدرانا، وما الحكمة في التعصرات التي تحدث لنا من حين لأخر، هل تماديتُ بفكرك يومًا وبحثت عن تفسير ألتقاء سيدنا الخضر “عليه السلام” بنبي الله موسى؟
أكان سيدنا الخضر نبي مرسل أم أنه واعظ أم ماذا؟ وما الحكمة بلقائه لسيدنا موسى دون غيره من الأنبياء؟
أكان أعلم وأحكم من نبي أرسله الله لهداية قومه والعالم، أم أنه صورة تجسدية لشيء ما؟
دعني أخبرك جزءًا من حوار النبي الكريم موسى “عليه السلام” مع الخضر “عليه السلام”، حين خرق السفينة، فلم يتمالك نبي الله لفعله، فقال: أخرقتها لتهلك أهلها؟ فأخبره بأنه كان هناك حكمة من الله أن في جعلها بهذه الصورة وإن رأيتها شرًا فهو خيرًا لمالكها وأنتم بإدراككم البشري لا تعلمون، وحين قتل الغلام، فأندهش لفعله قائلًا: هذا أثم عظيم، فلم يجبه إلا بقوله : أن ربكم يعلم أنه لم يكن خيرًا لأهله فأماته لينجيهم من هذا الشر المبين، وحين أقام السور لأطفال لم يبلغوا رشدهم، فقد كان لله حكمة في ذلك، لينتفعوا به وهم رجال، ولكن نحن البشر نعجز عن إدراك ما تخفيه لنا الأيام من حكمة يفعلها لأجل عباده.
ولكن من هو سيدنا الخضر، لم نكن نعلم، ولما أصر نبي الله موسى “عليه السلام ” على مقابلته، وما الحكمة من لقاء يجمع بينهما؟
أرى أنه كان صورة مجسدة للقدر، رسالة القدر تأتي في تشخيص جسدى لنبي، وتعلمنا في كتاب الله أن الله يخبئ لنا الخير في جميع أحوالنا، وإن كنا نحسبه شر، فوحده أرحم الراحمين.
إلى عباد الله، ألم تكتفوا من تساؤلاتكم عما يحدث ولما حدث، ولما أنا، وما الحكمة في تلك الابتلاءات، ألم تثقوا بأنكم بيد خالق الكون، وأنه ينجينا برحمته من المهالك التي نحسبها خيرًا، ألم يجيبكم القدر عن تساؤلات ما مررتم به، رغم أنكم كنتم تحسبونه خيرًا؟
يا عباد الله كونوا قوامين لله، واعتصموا بحبل الإيمان، ليرزقكم الله ببصيرة تجعل قلوبكم تهدأ، ويريكم الله برحمته لطف فعل القدر معكم، ويرزقكم الثبات على طاعته، ويسكن قلوبكم الاطمئنان.