ابداعات

نهايات نوفمبر

آية عبده أحمد

 

 

  على بُعد خطواتٍ من السعادة، هنا في حضرةِ وداع الشقاء، وكل ذاك الحزن، والبكاء في جوف الليالي، ها هي تذكرتي بيميني، ويدي اليسرى هذه المرة سيطوّقها الأمان أخيرًا.

 

 

 

أما أنا فأُعلن استسلامي للدلال المُفرط، وللغرق في بحور العشق طوعًا، دون أن أكترث للكوارث، والواقع الذي أصبح يفرض رتابته على كل شيء، فأُطالع مخاوفي وهي تغادرني بصمت.

 

 

 

قلبي كأنه على ظهر حوت، حين يتنفس يُلقي به عاليًا مع الماء، ثم يعود ليطمئن، عفوًا أقصد ليغرق مجددًا، وما بين هذا وذاك هتف صوتٌ عالٍ في الأرجاء؛ منبّهًا أن القطار على وشك الوصول.

 

 

 

ستبدأ رحلة البدايات الجديدة في ديسمبر، أما الموعد سيكون على متن قطار الأمنيات، في تمام الساعة الثامنة حُبًّا، وسرّ هذه السيمفونية التي تُعزَف الآن هو نبضاتي، وغمازتيّ يوثّقان اللحظة كعادتهما.

 

 

 

ها أنا أحتفي بعد سنواتٍ عُجاف رَسَمَتْ على ملامحي الوهن بدقة، فأدور حول نفسي كطفلة ذات العامين، وتستقبلني الحياة بحفاوة، حتى الغيوم تغمرني بالمطر، وكل الأرض لا تسعني، ثم أفرد جناحاي؛ لأذهب لمُستقرّي، ومأمني، ومنزلي الذي تشكّل على هيئة قلبٍ خُلِقَ لي خصّيصًا.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!