شروق ممدوح
كاتب روائي دفعه حُب القراءة إلى رحلة البحث عن النفس، لتصل به إلى كتابة سطور وَجد نفسه بداخلها، لتبدأ معها مسيرته الأدبية ليحصد خلال عدة أعوام الكثير من الروايات التي تمت إصدارها في معرض القاهرة الدولى للكتاب، لتحقق نجاحًا كبيرًا وملموسًا ذا تأثير إيجابي في نفوس الكثير من القراء خصوصًا أنه استخدم من خلال رواياته كلمات وجمل مُتنوعة وفريدة من لونها الأدبي وعرف بواقعيته الملموسة في تجسيد شخصيات من قلب الواقع ، فاستطاع بمهارة فائقة أن يتنوع في عدة تصنيفات أدبية جعلته مُختلفًا حد التميز، لذلك استطاع خلال سنوات قليلة أن يحصد نجاح يبرز أعماله الأدبية من روايات مكتوبة إلى حقيقة مرئية مُجسدة على خشبة مسرح، ومع ذلك لم تتوقف أحلام فلا يزال حُلمه الاكبر الوصول إلى جائزة نوبل في الأدب.
حرصت مجلة “هافن” على إجراء حوار صحفي مع الكاتب المُتميز ذو صدى ورونق أدبي كبير “محمد صاوي”:
– في البداية نود التعرف عنك من قُرب؟
محمد صاوي، مؤلف روائي وسيناريست، من مواليد القاهرة عام 1993، خريج كلية الحقوق جامعة عين شمس، ومن سكان القاهرة.
– سلسلة من الأعمال الأدبية التي توجت بقوائم لجوائز قيمة أدبية … حدثنا عن أعمالك المختلفة!
– أولًا رواية معرض الكتاب القادم التي لم أعلن عن اسمها بعد، تناقش القضية الفلسطينية، وتعرض الرواية ما يحدث لبطل مدني عازل بعد أحداث السابع من أكتوبر، الذي يحلم بالهرب من البلد أو الخروج منها، في ظل الحروب والقصف والمجاعة، فيضطر إلى عيش أسوأ كوابيس حياته. مع لمسة تاريخية عن الأرض.
– رواية الزرايب الأن في القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد فرع المؤلف الشاب وأنتظر الإعلان عن النتيجة. رواية تتحدث عن المهمشين في منطقة اسمها الزرايب بالخصوص، مقام للمخدرات والسرقة والقتل، قصة حقيقية، وعشت على حدود المنطقة.
– رواية معزوفة الإله الحاصلة على القائمة الطويلة لجائزة كتارا، رواية عن الهوية وتثير أسئلة فلسفية من قبيل الإنسان مسير أم مخير، ولماذا خُلق، وبعض الفلسفة الحديثة في قالب درامي مُعقد.
– رواية أفراح على قبور الصالحين التي تتحدث عن الأضرحة والمقامات في وقت الحرب العالمية الأولى وفرض الانجليز الحماية البريطانية على مصر، واختلاط أولياء الله الصالحين مع المهمشين الذين يطلبون منهم الشفاعة وتخليصهم من الحروب.
– رواية الابن الأكبر للسيد روچر التي حازت على المركز الأول لأفضل رواية عام 2021 في منصة iRead Awards بتصويت الجمهور، رواية عن البؤساء والعلاقة المضطربة بين الأباء والأبناء ومفهوم العائلة والجريمة والمافيا.
– رواية الرؤوس المعلقة تحولت إلى مسرحيتين، وتتحدث عن مدينة مُحاطة بأسوار لا يرتكبون الشر ويقومون فقط بأعمال الخير حتى يقتل شخص كلب وتبدأ أحداث مرعبة ويتحول معظم ساكنيها إلى مجرمين.
– ثلاثية الأرقم التي تحول الجزء الأول منها إلى عرض مسرحي، وتتحدث عن الأنتيخريست ونهاية الزمان وانتهاء موارد الأرض وما يمكن للإنسان ارتكابه في سبيل الحياة.
– على مر السنين رأينا “صاوي” بتنوع أدبي مختلف … حدثنا كيف تأتي لك أفكار الروايات كل عام؟
الفكرة رزق للكاتب، أنا فقط أتأمل، أسير، أقرأ، أشاهد أفلام، مسرحيات، وفجأة، تأتي الفكرة من العدم، وبعدها أعمل عليها شهور حتى تنضج وتكون جاهزة للكتابة.
– “القائمة الطويلة لجائزة كتارا 2023 و القائمة الطويلة لجائزة الشيخ زايد 2024 ولا زالت النتيجة قيد التتويج” … كيف كانت مشاركة أعمالك الأدبية بهم؟
الحقيقة أنا أحاول الاجتهاد في كل الزوايا، من الناحية الجماهيرية ومؤخرًا من ناحية الجوائز حيث أنني أرى بأن أعمالي تستحق أن تحصد بعض الجوائز، كذلك بعض القراء المُخضرمين نصحوني بالتقديم، ولذلك بدأت في التقديم وبحمد الله بدأ اسمي يتردد في قوائم الجوائز ونسأل الله التوفيق وحصولي على واحدة قريبًا.
– هل ترى أن المقالات هي سبب في شهرة “محمد صاوي” على السوشيال ميديا؟
لا شك بأن السوشيال ميديا عامل مهم في الدعايا خصوصًا في التكنولوجيا المتقدمة الحالية، ولكنني أرى بأن الكاتب الذكي هو الذي يستغل موهبته بالطريقة التي تجعله يستفيد، وأنا أحب أن أبحث وأكتب معلومات سريعة على السوشيال ميديا للقراء، وتفاجأت بأنها كانت سبب في متابعة الآلاف لي، فرأيت فيها خير وقررت الاستمرار.
– “عمل أدبي يضئ على معاناة فلسطين” … أخبرنا كيف جاءت لك الفكرة وكيف استطاعت تحويلها إلى رواية أدبية 2025.
من بعد الأحداث التي وقعت في السابع من أكتوبر 2023، دخلت في موجة اكتئاب حاد لفترة زمنية كبيرة، ولم أخرج منها حتى وقتنا الحالي، وفي ظل أنني لا أملك أي شيء للدفاع عنهم، قررت كتابة رواية، واستخدام قلمي لإيصال المعاناة، ومساندتهم، فذلك ما أملكه.
والفكرة أضيئت في عقلي عندما تخيلت نفسي مواطنًا فلسطينيًا، أريد الهروب من الحرب واللجوء لبلد أخرى، ولكن الأرض كلها عبارة عن جحيم، كيف ستكون رحلتي وأنا مدني عازل لا أملك سلاح للدفاع به عن نفسي. وهنا كانت البداية.
– بعد نجاح رواية “الزرايب” … من وجهه نظرك أدبيًا ما سبب شهرة الرواية لهذا الحد؟
رواية الزرايب رواية واقعية حقيقية عن منطقة الزرايب بالخصوص، والمنطقة وقر للمخدرات والقتل والسلاح، ويعيش فيها المهمشين، ذلك الأدب، نفتقده في وقتنا الحالي، إذن أنه كان منتشر قديمًا. كما أنني استخدمت أساليب سرد مختلفة عن العادة، فالتي تحكي الرواية جمادات، وروح انسان ترى نفسها مرتقية للانفصال عن الجسد، مع سرد الوقائع الحقيقية الخالية من أي خيال، والتي حدث معظمها أمام عيني، أعطى إضافة قوية للرواية، فكل من قرأها رشحها لغيره وتحمسوا لها، وفي النهاية طبعًا وصولها للقائمة الطويلة لجائزة عريقة وكبيرة ولها اسم ثقيل في الوطن العربي مثل جائزة الشيخ زايد ساعد في بروزها.
– ما الشيء الذي تحرص على اقتنائه كل عام من المعرض؟
لا أجهز قائمة بعينها، ولكنني أسعى دائمًا لاقتناء الأعمال التي أرى بأنها جيدة، ولي صديق كاتب اسمه (شريف عيسى) اسعى دائمًا لاقتناء أعماله.
كما أنني أحاول تكملة كل أعمال نجيب محفوظ في مكتبتي، ينقصني بعض الإصدارات.
– كيف كانت تأثير مناقشة القضية الفلسطينية على حالتك النفسية أثناء تدوينها؟
عِشت عامًا من الاكتئاب والعصبية والانفجار والسقوط، حتى وقتنا الحالي عائلتي يلاحظون تغيري وأنني لم أعد كما كنت، ولكنني أحاول.
الرواية كانت صعبة جدًا على نفسي ولكنني في مرحلة التعافي الآن.
– “صاوي” يعشق التحديات … ما هو أكبر تحدي لك على مستوي الأدبي والشخصي الذي تريد أن تصل إليه.
أريد أن أتوج في مسيرتي ببعض الجوائز الأدبية المرموقة، وأصل لمكانة أدبية كبيرة، وتُحول بعض رواياتي إلى أعمال سينيمائية ودرامية، وآخرًا، أرى بأن كلما كبُر الحلم تظل طَموحًا وتسعى لتحقيق كل المستحيل، فلذلك حلمي الأكبر حتى ولو بعد سنوات كبيرة هو نوبل في الأدب.