فن

في الذكرى الأولى لرحيل عمدة السينما المصرية الفنان صلاح السعدني  

✍️سلمى سعيد

يحل اليوم الموافق التاسع عشر من أبريل، الذكرى الأولى لرحيل واحد من أعمدة الفن والدراما المصرية، الفنان الكبير صلاح السعدني، الذي غاب عن عالمنا في مثل هذا اليوم من العام الماضي (2024)، بعد مسيرة فنية حافلة امتدت لعقود، سطر خلالها اسمه بحروف من نور في سجل أعظم الفنانين في تاريخ الشاشة المصرية.

ولد صلاح السعدني في الثالث والعشرين من أكتوبر عام 1943، ليبدأ رحلة فنية شكلت وجدان أجيال كاملة. جمعته سنوات الدراسة الجامعية بزميله وصديق عمره الفنان عادل إمام، حيث شهد مسرح الجامعة أولى خطواته الفنية، لتكون تلك البداية بوابة عبوره إلى عالم التمثيل الاحترافي. لم يمر وقت طويل حتى بدأت موهبته في التوهج، وكانت أولى مشاركاته التلفزيونية من خلال مسلسل “الرحيل” عام 1960، ثم غاب فترة قصيرة ليعود عام 1964 بمسلسل “الضحية”، إيذانًا بانطلاقة فنية جديدة أكثر نضجًا وعمقًا.

على مدار مشواره الفني، شارك السعدني في عدد كبير من الأعمال الدرامية التي أصبحت علامات بارزة في تاريخ التلفزيون المصري، حيث عُرف بقدرته الفريدة على تجسيد شخصيات متنوعة بواقعية وصدق، مما جعله قريبًا من قلوب الجماهير. من أبرز أعماله الدرامية:

“ليالي الحلمية”، التي جسد فيها شخصية “سليمان غانم” بأسلوب لا يُنسى، و**”أرابيسك”**، “رجل في زمن العولمة”، “الناس في كفر عسكر”، “الاخوة الأعداء”، “حلم الجنوبي”، “عدى النهار”، “بيت الباشا”، “الباطنية”، وغيرها من المسلسلات التي لا تزال تحظى بمكانة خاصة في ذاكرة المشاهد المصري والعربي.

وفي عام 2013، كانت آخر إطلالاته على الشاشة الصغيرة من خلال مسلسل “القاصرات”، الذي ناقش واحدة من القضايا الاجتماعية الشائكة، وشاركه بطولته نخبة من النجوم مثل داليا البحيري، لقاء سويدان، نهال عنبر، منة عرفة، ملك أحمد زاهر، ومي الغيطي. كتب العمل سماح الحريري، وأخرجه المخرج القدير مجدي أبو عميرة. بعد هذا العمل، ابتعد السعدني بهدوء عن الساحة الفنية، تاركًا خلفه إرثًا دراميًا كبيرًا لا يُنسى.

ورغم ابتعاده عن التمثيل، لم يغب عن ذاكرة الجمهور أو تقدير المؤسسات الفنية، إذ حظي بتكريم خاص في الدورة الأولى من مهرجان الدراما المصرية عام 2022، وهو التكريم الذي أعاد إلى الأذهان مكانته الرفيعة ودوره المؤثر في صناعة الفن المصري.

في مثل هذا اليوم، نترحم على روح الفنان صلاح السعدني، الذي كان وما يزال رمزًا للفنان الحقيقي صاحب الرسالة، الإنسان قبل الفنان، والذي ترك بصمته الخالدة في كل بيت مصري تابع أعماله. سيظل اسمه محفورًا في وجدان الدراما، وستبقى شخصياته حية بيننا، تروي للأجيال القادمة حكاية فنان عشق الفن فأخلص له، حتى صار أحد أعمدته الراسخة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!