ابداعات

أمنيات

 

 

آية عبده أحمد

العالم على حافة الهاوية، والحرب هنا أصبح عمرها عامين، والأماكن تحاول أن تتعافى، أما المسافات، فإنها في كل مرة تعلن انتصارها، عفوًا عزيزي، لكنني أتساءل:

 من بَعد كل هذا البُعد، هل نلتقي؟

 

 يبدو أن الأرض قد تعبت، أو ربما شاخت، ما عادت تقاتل مثلما كانت، تُرى هل هذا الهدوء الذي يسبق العاصفة؟

 ربما تُعد جيوشًا في الخفاء، أو صرخة تدوي فتُصمت كل طاغية جهول!

  عندما تنتهي الحرب، وقبل أن يسقط العالم من حافة الهاوية، ستجدني هنا بانتظارك، ويدي التي لوّحت مودعة إياك؛ ستستقبلك بحفاوة كعادتها، سيهزمني حضورك، وتوثّق غمّازتي ذلك المشهد.

 في يوم قريب ستعود لي، ينتظر الجميع لحظة العودة إلى أوطانهم، أما أنا في بلادي وأشعر بالغُربة، لقد أخذت معك الوطن في حقيبتك، وكنت قد دثّرت أشواقي في حروفي التي كتبتها لك بخط يدي، هل باحت بحبّي لكَ الكلمات؟

 

  قبل النهاية لطالما كنتُ كطفلة، فأظل أزيد قائمة أمنياتي، أحقق اثنتان وأضيف عشرات الأماني، أما الآن قد بدأ الظلام يفرض سيطرته هنا؛ مستغلًّا انقطاع التيار الكهربائي وغروب الشمس.

ها هي النجوم تتنافس في إبداء بريقها، وأُحاول أن أعدّها كلّها وأعطي لكل واحدة سرّ إحدى أمنياتي، ثم أختار لها اسمًا، وقبل أن أنتهي من سرد القائمة الطويلة، وعدّ جميع النجوم يسرقني النوم طوعًا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!