ابداعات

إبداع حقيقي

 

 

آلاء شعبان 

 

في كل عصر تظهر مجموعة من العلماء والمخترعين الذين غيّروا وجه الحياة الإنسانية، ولكن هل تساءلتم يومًا: كيف تبدأ هذه المخترعات؟ كيف تتحول الأفكار من مجرد خيال إلى اختراعات تغيّر العالم؟ الإجابة تكمن في العقول المبدعة التي تأخذ الأفكار المستحيلة وتحولها إلى واقع

 

في البداية كانت هناك أفكار بسيطة تأتي لأذهان العلماء والمخترعين، تلك الأفكار قد تكون مجرد خيالات في عقولهم، لكنها كانت البداية لظهور الإبداعات، فأول من فكر في الطيران كان عباس بن فرناس، حاول تقليد الطير ليقوم بعملية الطيران، وبالفعل نجح في ذلك، وحتى لو لم ينجح نجاحًا كاملًا، فقد أنار الشعلة ليأتي بعده الأخوان رايت، مخترعا الطائرة، اللذان كانا دائمًا يتخيلان كيفية الطيران في السماء

 كان هذا الخيال يبدو مستحيلًا في ذلك الوقت، لكنه بدأ يتحقق من خلال الدراسات والتجارب التي أثبتت أن المستحيل يمكن أن يتحقق بالإبداع والمثابرة، وقاما بأول رحلة ناجحة في 17 ديسمبر 1903، وهي طائرة “فلاير 1”. استند اختراعهما إلى مبادئ علم الطيران التي وضعها جورج كايلي في عام 1799، وتمكن الأخوان من تصميم طائرة قابلة للتحكم والطيران لمسافات أطول وتطور لاحقًا إلى طائرات اليوم، اجتمعت تقنياتهم الهندسية ومهاراتهم الشخصية بطريقة فريدة، مما سمح لهم بالتغلب على تحديات الطيران التي فشل فيها الآخرون

 

ومع تقدم العلم بدأنا نرى أن الخيال ليس مجرد أحلام، بل هو الوقود الذي يحرّك عجلة الإبداع، فالعقول التي تتخيل هي نفسها التي تبتكر، والمخترعات التي نراها اليوم كانت يومًا من الأيام مجرد أفكار خيالية لا يمكن تصديقها أو حتى تخيل وجودها أمامنا

ولنا أمثلة كثيرة لعلماء حولوا أفكارهم إلى إبداع حقيقي على أرض الواقع، ليصبحوا الشعلة التي بدأها إنسان، ثم يأتي آخر كل يوم ويحملها ليضيء بها شيئًا جديدًا لم نكن لنراه بعقولنا لولا وجود هذا العقل المبدع

 

وعندما نتخيل المستقبل نجد أن هذه المخترعات قد تكون مجرد بداية لما هو آتٍ، فما نراه اليوم كان في يوم من الأيام مجرد خيال، وكل اختراع يتطلب العلم والخيال معًا لتحقيقه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!