
أين أذهب الآن بكل هذا الشعور؟صمتٌ يحل بالمكان، ظلامٌ حائك يسود مِن حولي، لا يوجد أحدٌ بالقرب مني غيّري، هذا المكان التي توالت بهِ ذكرياتنا، هذا الصوت المسموع في داخلي وهو يكرر حديثنا، وكأنني أتحدث معه، هذا الكلام الذي اِعتدت سماعه دائمًا أشعر به الآن.
كأنه ينقض على فؤادي؛ لينهش به ويسكنه؛ فيضع دواءه عليه ويحتضنه مثلما كان يفعل وهو معي، كأن عقلي تبرمج على أن يدرك أن هذا ما يجعلني سعيدة ويزيح عني هذا الكَرْبُ؛ فيعطي أوامر بتكرار ما يريد لفؤادي أن يسمع، لكنه لا يعلم أن بهذا سيزيد الأمر سوءًا أكثر مما كان عليه، فأكبر عدو للإنسان هي ذكرياته؛ فعندما تخلد مع الأشخاص الخاطئين تصبح وحشًا مخيفًا وتهاجم صاحبها بأقصى ما فيها.
لقد أنهيت حديثي الآن لكني سأترك قلبي يحدث قلوبكم؛ ففي الواقع دائمًا ما تمنيت أن أصبح شخصًا يستطيع التعبير عما يريد، يستطيع وصف ما يشعر به لمن أمامه لكني فشلت في هذا ولجأت لشيء آخر وهي الكتابه.
أعلم أنني لا أصف بشكل جيد لكن على الأقل أشارك من حولي ولو خلف مجموعة من الكلمات البسيطة؛ فعلى الرغم من بساطتها لكنها تمس قلوبكم وتصف ما يشعر به أكثركم أثق في هذا، وهذا بالضبط ما أريد، أن أصل إلى قلوبكم قبل عقولكم، أن تشعروا بكلماتي قبل أن تقرأوها.
وفي الواقع أن أصبح قلم يكتب أفضل من أن أصبح إنسانًا شكاءً يبغضه كل من يقترب منه، أن أشارك شعوري مع من حولي وأخلده للرجوع إليه وقتما شئت أفضل بكثير من أن أسرده فينسى بمرور الأيام.
الآن هل عرفت إجابة السؤال أم مازلت تجهلها؟ أين أذهب الآن بكل هذا الشعور؟