ابداعاتخواطر

” بمفردي”

” بمفردي”

بقلمي/ يارين مصطفى. 

 

 الخامس عشر من شهر يناير عام ألفان وأربعة وعشرون؛ 

في ليلة شتوية ممطرة، جلست أمام نافذتي وبيداي صندوق خشبي تُرك لي من شخصٍ عزيز على روحي، للمرة المليون يأكلني الفضول لفتحهِ ولكنني ما زلت رهينة الخوف كَسابقي، نظرتُ بطرف عيني للسماء وقُلت داخلي سأفعلها هذه المرة لأجلنا. 

 

التقطت ذلك الطوق الذي يزين عنقي لفتح القفل الذي يفصلنا، ورقة متوسطة الحجم مطوية داخل الصندوق لا غيرها، باتت عليها أمارات الهِرمِ، فتحتُها وحبات العرق تتساقط على وجهها. 

 

“إنها ليلة العاشر من شهر يناير عام ألفان وأربعة عشر، ليلة وداعي لكِ، سامحيني سأنكث بالعهد بيننا، سأترككِ وحيدة بعالم كان قاسٍ على كلتينا، توأمي العزيز سأحبكِ دائمًا، اغفري لي فلقد كنت عاجزةً في ذلك الوقت، أنا لستُ مثلكِ، لا أملك الشجاعة لأتحمل كل هذا بمفردي، كنت بمفردي أخوض حربًا ضد نفسي، كنت أفرُ من واقع مؤلم، أعمل جاهدة لأتخطى ولكنني بكل مرة أفشل. 

 

أرجوكِ أخبريه أنني عشقته كما أحبني، أخبريه ألا ينتظرني لأنني لن أعود، وأن الخطأ كان بي وليس بهِ، جوفي كان يحترق بكل لحظة وهو ليس معي ولكن لا يمكنني أن أكون معه، لا يمكنني أن أكون بهذه الأنانية، أخبريه أنه حبي الأول ويستحيل نسيانه، أنا كنت أضعف من الاعتراف بك. 

 

ولا تنسي أن تسألي أمي، كيف كان شعورها وهي تدفن ابنتها بيدها؟ أخبريها أنني بكل مرة كنت أركض إليها بما يُثقل قلبي ونظرات سخريتها كانت تردعني، ذكريها بكم كنت أتألم لكلماتها، ألم تشفق على صغيرتها يومًا؟ أهانت دموعها عليها! هذا الشيء الذي يجول بعقلي ويدفعني للجنون كانت هي وحدها سببه. 

 

أعلم أنكِ كنتِ معي عزيزتي ولكن بهذا الحرب حقًا كنت بمفردي واليوم أخبركِ ياليتني أمسكتُ بيدكِ حينما مددتيها لي.” 

 

سقط ذلك الصندوق من يداي وللحظات باتت رؤيتي ضبابيه، الدموع تسيل على وجنتاي، قرأت رسالتها وغصة مؤلمة تُضيق بصدري ثم انهرت بعدها أتذكر أنني لم أنم أنني تلك الليلة، وها أنا اليوم أكتب عنا بخاتمة روايتي الأخيرة.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!