ابداعات

الحب حاجة وليس اختيار

هاجر متولي

الحب لا يجمع المتشابهين أبدًا، بل أن التوافق بينهما هو الذي يحل ويكمل هذا الاختلاف.

 

عندما تلمس شيئًا محببًا لك، ترى أنك تقترب منه وتشعر به وأنت بحضور تام، وكأنك تعطي لروحك العنان بالتمتع بأدق تفاصيله، كذلك المحب عندى يرى محبوبه ينعم بهذا ويشعر وأنما قد ملك العالم بأكمله.

 

فالمعنى الأعمق للتوافق ليس التشابه، ولكنّه التقبل، كنّا نظن أن مشاعرنا خالصة لنا، وأدركنا مع الحياة أنها وفق ما تألفه أرواحنا، ولمن استطاع إلينا سبيلًا.

 

ذُكر لغويًا أن المرور ليس كالعبور، فقد يمر بك الكثير من البشر، ولكن هناك شخص واحد فقط ما يعبر بداخلك، ويسكن بها حتى تنتهي أنفاسك في تلك الحياة.

 

أوصلتنا تلك اللاءات التي أنكرناها في داخلنا والتي أعلناها لغيرنا، أننا نهوى ونصير أجمل بقربهم كما كنا ننعم مع غيرهم، ولكن الروح تأبى التخلل، الأرواح تأن لقرب أخر لم يكن لهم، وكأنها أكتفت بتلك الروح وحدها.

 

إلى أين أنت ذاهب بنا يا قطار الحياة، أعدنا إلى الوراء حيث تركنا قلوبنا وتفوهت ألستنا التيه، فقد أضعنا في الطريق أشياء، وفقدنا أشخاص، وهربت منّا أمنيات، مازلت تيجيء لنا في منامنا كل يوم، لنفوز بجرعة اطمئنان، ولندرك كم كان جميل ذلك الوقت الذي كان.

 

أيها القطار أعدنا إلى المنفى… المنفى الأمن لقلوبنا، فهو خير من وطن ـ لا يمنح لأرواحنا استقرارهاـ فالحب حاجة، وليس اختيار … الحب أمان واستسلام … الحب بدعة في عالم النسيان.

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
error: Content is protected !!