ابداعات

ضجيج رأسي

 

 

بقلم : ندى يحيى 

 

هنا تحديدًا ومن داخل هذا الرأس الدائري المليء بالصناديق السوداء ، بعض الذكريات الطفولية ، ضحكات الأهل وبعض الأحزان التي أفقدتنا نصف قلبنا. 

 

طالما كنت أعلم دائمًا أن حرب النفس هي أقصى حرب قد تمر على الإنسان، صراع كارثي منك إليك قد تغلبك نفسك أحيانًا لتصبح أنت عدوك ، وقد تهديك مفاتيحها فتعرف كيف تداويها دون جهد مضاعف.

 

ولكن قد تمر فوق رأسك ليلة تُفقدك كل ما حاولت معرفته عن نفسك في سنوات عمرك ، ستشعر وكأن الأرض التي تقف عليها تشبه تحديدًا لوح الثلج المهدد بالذوبان ، ستظل تركض بسرعة نحو زواياه المتعددة رغبةً في أن تجد زاوية واحدة تلملم شتاتك رغم الذعر إلى أن تقرر بعد فشل محاولاتك في إيجاد أرض صلبة من جديد أن تتعلم كيف تقف متوازنًا رغم هشاشة ماتقف عليه.

 

 حيلة مكارة من عقلك ستفعل لك معروفًا يساعدك في أن تعيش بسلام لعدة سنوات أخرى . 

 

 

فأنا هنا أقف منذ ذلك اليوم داخل تلك الليلة وأنا أرى كل الصراعات بينهم تذوب وما يعلو بيننا رغم كل ما حدث هو صراخ الفقد ، ضجيج الأقارب ، والإخوة والعائلة الكبيرة رغم انقطاع ودُهم منذ أعوام، رأيت الجميع يركض رغبة في رؤيته للمرة الأخيرة رغم اختفاءهم عن الأعين منذ سنوات ونحن أحياء نرزق .

 

كانت القبلة الأخيرة من نصيبي لم يكن من العدل حينها أن تكون لغيري ، احتفظت بملامحه حينها سرًا في أحد صناديق رأسي حتى لا تذهب أبدًا منه. 

 

وما أخفيه سرًا عن الجميع أن كلماتهم لم تداوي فقدي لم يكسر صراخهم على فقيدي حواجز كل السنوات الماضية ، لقد تركت قطعة مني هناك طمعًا في لقاء جديد، تُرك قلبي أعرج منذ تلك الليلة رغم كل الدعوات وكلمات الوداع كان الأمر أكبر من حيلة التناسي حتى.

 

 الأمر الواقع هو أننا خسرنا ركن بيتنا رممنا ما تبقى ولكن كانت الخسارة تلك المرة فادحة.

Related Articles

Check Also
Close
Back to top button
error: Content is protected !!