هاجر متولي.
إن الحب الذي يروجه الأغاني مثالي إلى أبعد حد، وإن الروايات أكثر ما تحاكينا عن التضحية لمن نحب، ولكن الحياة تجعلنا نُشفق على أنفسنا من وهل ما يحدث بها حيال الحب.
فنرى نساء لا تُصلح له، ورجال تفقد معناه، ومنهما من يطلب الحب كأداة، أو هدفًا لينال منه المرأة فقط.
يحب المرأة الجميلة، فتصل به إلى محبة الجمال، ولكن يفتقر ما يأنسه بروحها من جمال، فتتشوه صورة الجمال لديه، ويبقى أسير لأي امرأة بها جمال.
قيمة الحب التي تُروّجها الأغاني والروايات سقطت وأفلست، لأن المرأة لا تُصلح لأن تكون هدفًا يُطلب لذاته، المرأة طريق.
نحن نحب المرأة الجميلة كطريق يوصلنا فيما بعد إلى محبة الجمال… المرأة نافذة إلى شيء وليست هدفًا نهائيًا، وإذا أتخذناها هدفًا نهائيًا – كما تقول لنا الأغاني والروايات ـ فإننا سوف نقتل هذا الهدف بحثًا في الفراش ولن يتبقى لنا شيء نجري وراءه.
المرأة زيت يُوقد المصباح لنرى على ضوئه أشياء أخرى غير المرأة، ومعانٍ وقيم ومثاليات نعشقها بلا ملل.
وبدون مثاليات وبدون إيمان لا يمكن لحياة أن تُعاش بدونها، ولا لحضارة إلا أن يُقام لها بديلًا روحيًا مثلها.
المرأة نافذة للنور، بل وهي زيت يُوقد المصباح ليخرجنا من العتمة، لنرى على ضوئه الحياة، فلا يصنع الجمال إلا امرأة.